responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 552
الدين محمود يستنجد به ليخلصَّه منه [1].

4 - الحملة النورية الثانية: أعّد نور الدين محمود القوات اللازمة وأرسلها إلى مصر في شهر ربيع الأول عام 562هـ/شهر كانون الثاني عام 1167م بقيادة أسد الدين شيركوه وصحبة ابن أخيه صلاح الدين وسيَّر معه جماعة من الأمراء [2]، وبلغ تعداد هذه القوات ألفي فارس [3]، ورافقه نور الدين حتى أطراف البلاد خوفاً من تعُّرض الصليبيين له [4]، وسار أفراد الحملة في طريق محفوفة بالأخطار، فالصليبيون الذين كانوا على طريقهم رابضين في الكرك والشوبك قد ينقضُّون عليهم وينكَّلون بهم، وهم بعيدون عن مناطقهم، والبدو يلاحقونهم وينقلون أخبارهم إلى الصليبيين، وكان عليهم أن يغيَّروا طريق سيرهم أحياناً للتّخفي، كما عرقلت الطبيعة زحفهم، إذ أن عاصفة رملية عنيفة هبَّت عليهم وقضت على عدد من الرجال وبعض الزاد وعلى الرغم من ذلك واصلوا رحلتهم إلى مصر وتوافر لشاور من الوقت ما جعله يستنجد مجدَّداً بعموري الأول، إذ أيقن من استقراء الأحداث، أن أسد الدين شيركوه إذا قدم إلى مصر هذه المرة، فإنه سوف يبقى فيها ولا يغادرها، لذلك، فإنه لم يتوان عن الاتصال بملك بيت المقدس والتفاوض معه، موضحاً له الخطر، الذي يمثله نور الدين محمود على مملكة بيت المقدس لو نجح في امتلاك مصر. رحَّب عموري الأول بدعوة شاور طمعاً في امتلاك مصر وإبعاد نور الدين محمود وجيوشه عنها، حتى لا يتمكنَّ من تطويق مملكته التي ستصبح في وسط ممتلكات نور الدين محمود (5)
وقبل أن تستكمل الاستعدادات وردت الأنباء بأن أسد الدين شيركوه يجتاز صحراء سيناء، فلم يسع عموري الأول إلا أن يرسل ما تيسر الحصول عليه من الجند لعرقلة تقدمه، غير أن هذا التدبير جاء [6] متأخراً. وعلى الرغم من أن جيش أسد الدين شيركوه تعرَّض لعاصفة رملية عرقلت تقدمه، وكادت تقضي على أفراده، فإنه وصل سالماً إلى برزخ السويس في شهر ربيع الآخر/أوائل شهر شباط) وعلم أسد الدين شيركوه بأن جيشاً صليبياً شرع في الزحف باتجاه مصر، عندئذ أجتاز الصحراء باتجاه الجنوب الغربي ليتفادى مواجه مبكرة مع الصليبيين حتى بلغ نهر النيل عند إطفيح على مسافة أربعين ميلاً جنوبي القاهرة [7] ثم عبر إلى

[1] النجوم الزاهرة (5/ 348).
[2] تاريخ الزنكيين في الموصل ص 342.
[3] كتاب الروضتين في أخبار الدولتين (2/ 13).
[4] الكامل في التاريخ نقلاً عن تاريخ الزنكيين في الموصل ص 342.
(5) مفروج الكروب (1/ 149) تاريخ الزنكيين في الموصل ص 343 ..
[6] تاريخ الزنكيين في الموصل ص 343.
[7] الكامل في التاريخ نقلاً عن تاريخ الزنكيين في الموصل ص 343.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 552
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست