responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 553
الضفة الغربية والتزمها في سيره حتى وصل إلى، الجيزة وعسكر بمواجهة الفسطاط، وتصَّرف في البلاد الغربية وحكمها نيفاً وخمسين
يوماً [1].

أ- حملة عموري الثالثة على مصر والمفاوضات الصليبية الفاطمية:
خرج عموري الأول من بيت المقدس في شهر ربيع الأول عام 562هـ شهر كانون الثاني عام 1167م متوجهاً إلى مصر في حملته الثالثة على هذا البلد، واجتاز الطريق المألوف من غزة إلى العريش، ثم اخترق الصحراء إلى بلبيس وارتاع شاور من ظهوره المفاجيء وساوره القلق لعدمَ التنسيق معه، ويبدو أنه لم يكن على علم بوصول شيركوه إلى إطفيح، ولم يطمئن إلا عندما أرسل كشافته إلى الصحراء للوقوف على حقيقة الوضع، عندئذ خرج لاستقبال الملك الصليبي والتقى به، وأنزله عموري الأول في معسكره على الضفة الشرقية لنهر النيل على مسافة ميل واحد من أسوار القاهرة [2]، وأجرى مع شاور مباحثات تعهد شاور خلالها بأن يدفع أربعمائة ألف دينار مقابل طرد أسد الدين شيركوه من مصر، على أن يجري دفع نصف هذا المبلغ على الفور، ثم يبذل النصف الآخر فيما بعد، واشترط أن يقُسم عموري الأول على هذا [3]، ولدعم هذه الاتفاقية، وإعطائها صيغة رسمية، أرسل عموري الأول كلاً من هيو، سيد قسارية، وجفري، مقدم فرسان الداوية، إلى الخليفة الفاطمي للحصول منه على الموافقة الرسمية عليها، فاستُقبل الرسولان استقبالاً حافلاً في القصر الفاطمي وتمَّ التصديق على المعاهدة [4]. وكان من الطبيعي أن يرحَّب الصليبيون بهذه الاتفاقية التي تجعل منهم حماة لمصر والخلافة الفاطمية، وتُبعد أسد الدين شيركوه بوصفه المنافس الوحيد لهم في السيطرة على هذا البلد (5)
ب- معركة البابين: كان أسد الدين والعسكر النُّوري قد ساروا إلى الصَّعيد فبلغوا مكاناً يُعرف بالبابَيْن، وسارت العساكر المصرية والفرنج وراءهم فأدركوهم به في الخامس والعشرين من جمُادي الأولى وكان قد أرسل إليهم جواسيس، فعادوا وأخبروه بكثرة عَدَدهم وعُددهم، وجدَّهم في طلبه، فعزم على لقائه وقتالهم، وأن تحكم السيوف بينه وبينهم، إلا أنه خاف من أصحابه أن تضعف نفوسهم عن الثبات في هذا المقام الخطر الذي عطبهم فيه أقرب من السَّلامة، لقلة عددهم وبُعْدهم عن بلادهم فاستشارهم، فكلُّهم أشار عليه بعبور النيَّل إلى الجانب الشَّرقي والعوْد إلى الشَّام وقالوا له: إن نحن انهزمنا - وهو الذي لا شك

[1] الكامل في التاريخ نقلاً عن تاريخ الزنكيين ص 344.
[2] وليم الصوري (2/ 896).
[3] المصدر نفسه (2/ 899) تاريخ الزنكيين في الموصل ص 344.
[4] تاريخ الزنكيين في الموصل ص 344.
(5) المصدر نفسه ص 344.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 553
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست