responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 540
تُوتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيك الخير إنك على كل شيء قدير " (آل عمران، آية: 16) فالبس جلد ثور بقرنيه وعُلقّ بكلوّب في شدقيه ورفع إلى الخبشة حيَّاً، فجعل يضطرب إلى آخر النهار، فمات رحمه الله وكان آخر كلامه: الحمد لله الذي أحياني سعيداً وأماتني شهيداً [1] من خصائص النفسية الشيعية الرافضة الباطنية الثابتة عبر التاريخ اتباع أسلوب التذلل والتمسكن والتودد عند الضعف ولكن متى استشعروا القوة، فإنها تمارس أشد أنواع الطغيان والنهب والبطش والانتقام وكان طغرل بك السلطان السلجوقي الذي أزاح البويهيين كان خارج العراق بجيوشه يحارب المنشقين عنه ويمكن لدولته ولما قضى على الفتن كّر بجيوشه على بغداد وأعاد الخليفة العباسي إلى الخلافة بعد فكاكه من أسره واستطاع ملاحقة البساسيري وقتله وعادت العراق إلى الخلافة العباسية السنية من جديد وقد فصلت هذه الأحداث التاريخية في كتابي دولة السلاجقة والمشروع الإسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي. وقد أدرك السلاجقة الخطر الذي يتهددهم من وراء الدعو الفاطمية في بلدان الخلافة العباسية، لذلك اتبعوا سياسة حكيمة بعد أن قبضوا على زمام الأمور في بغداد تتمثل في مناهضة الدعوة الفاطمية [2]، ودعاتها بالحزم والشدة فتعقبوا دعاة الفاطمية الذين قاموا بنشر الدعوة الفاطمية في بلاد فارس - كما قاموا بإقصاء المتشيعين للمذهب الإسماعيلي على دواوين الحكومة والوظائف الدينية وعينوا من أهل السنة بدلاً منهم (3)

7 - المدارس النظامية ودورها في الإحياء السني والتصدي للفكر الشيعي الرافضي: بدأ التفكير الفعلي في إنشاء هذه المدارس النظامية للوقوف أمام المد الشيعي الإمامي والإسماعيلي الرافضي عقب اعتلاء السلطان ألب أرسلان عرش السلاجقة في عام 455هـ فقد أستوزر هذا السلطان رجلاً قديراً وسنياً متحمساً هو الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي الملقب بنظام الملك، فرأى هذا الوزير أن الاقتصار على مقاومة الشيعة الإمامية والإسماعيلية الباطنية سياسياً لن يكتب له النجاح إلا إذا وازى هذه المقاومة السياسية مقاومة فكرية، ذلك أن الشيعة إمامية كانوا أو إسماعيلية نشطوا في هذه الفترة وما قبلها إلى الدعوة لمذهبهم بوسائل فكرية متعددة وهذا النشاط الفكري ما كان ينجح في مقاومته إلا نشاط سني مماثل يتصدى له بالحجة والبرهان [4] فقد كانت الدولة الفاطمية تقوم بإعداد الدعاة من خلال جامع الأزهر الذي جعلوا منه مؤسسة تعليمية

[1] دولة السلاجقة للصَّلاَّبي ص 82.
[2] المصدر نفسه ص 68.
(3) المصدر نفسه ص 68.
[4] المصدر نفسه ص 291.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 540
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست