اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 541
تعني بنشر مذهبهم في عام 378هـ [1].
هذا بالإضافة إلي البرامج التعلمية التي كانت تعد بعناية خاصة في عاصمة الدولة الفاطمية لإعداد الدعاة وتثقيفهم ثقافة مذهبية واسعة قبل إرسالهم الي البلاد الإسلامية لنشر المذهب الإسماعيلي وكان لذلك أثر في رواج هذا الذهب في بعض مناطق الدعوة [2] لذلك كلة فكر نظام الملك في أن يقاوم النفوذ الشعى بنفس الأسلوب الذى ينتشر به ومعنى ذلك رأى أن يقرن المقاومة السياسية للشيعة بمقاومة فكرية أيضاً [3]، وتربية الأمة علي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ووعقيدة أهل السنة والجماعة المستمدة من الوحى الإلهى ومن هنا كان تفكيرة في انشاء المدارس النظامية التى نسبت إليه، لأنة الذى جد في إنشاءها وخطط لها، وأوقف عليها الأوقات الواسعة واختار لها الأكفاء من الأساتذة فكان من الطبيعي أن تنسب إليه من دون السلاجقة [4] وقد وفق الله نظام الملك توفيقاً قل نظيره فى التاريخ السياسى والعلمى والديني فقد عاشت مدارسه أمداً طويلاً وعلى الخصوص نظامية بغداد التى طاولت الزمن زهاء أربعة قرون إذا كان أخر من عرفنا ممن درس فيها صاحب القاموس الفيروز أبادي المتوفى سنة 817هـ حيث زالت فى نهاية القرن التاسع الهجرى (5)
وأدت رسالتها من تخريج العلماء على المذهب السنى الشافعى وزودت الجهاز الحكومى بالموظفين ردحاً من الزمن وبخاصة دوائر القضاء والحسبة والاستفتاء وهى أهم وظائف الدولة فى ذلك العصر وانتشر هؤلاء فى العالم الاسلامى حتى اخترقوا حدود الباطنية فى مصر وبلغوا الشمال الإفريقى ودعموا الوجود السنى بها لقد تخرج من هذه المدارس جيل تحقق على يديه معظم الأهداف التى رسمها نظام الملك فوجدنا كثيراً من الذين تخرجوا منها يرحلون الى أقاليم أخرى ليقوموا بتدريس الفقة الشافعى والحديث الشريف وينشروا عقيدة أهل السنة في الأمصار التى انتقلوا إليها أو يتولوا مجالس القضاء والفتيا أويتولو بعض الوظائف الإدارية الهامة فى دواوين الدولة وينقل السبكي عن إسحاق الشيرازي - أول مدرس بنظامية بغداد بقوله خرجت الى خراسان فما بلغت بلدة ولاقرية إلاكان قاضيها أو مفتيها أو خطبيها تلميذي أو من أصحابي [6]، وقد ساهمت هذه المدارس فى اعادة دور منهج السنة فى حياة الأمة بقوة وكان أبرز أثارها أيضا تقلص نفوز الفكر الشيعى وخاصة بعد أن خرجت المؤلفات المناهضة له من هذه المدراس وكان الإمام الغزالى على قمة المفكرين الذين شنوا حرباً شعواء على الشيعة الرافضة [7].
وقد مهدت المدراس النظامية بتراثها ورجالها وعلمائها السبيل ويسرته أمام نور الدين زنكى والأيوبين يحى يكملوا المسيرة التى من أجلها أنشئت النظاميات وتتمثل فى العمل على سيادة الاسلام الصحيح وخاصة فى المناطق التى كانت موطنأ لنفوذ الشيعة فى تلك المرحلة كالشام ومصر وغيرها - ان الاخطاء العظيمة التى تواجة الأمة اليوم المشروع الباطنى الجديد النشط فى أنحاء المعمورة وقد استهدف عقيدة الأمة وكتاب ربها وسنة نبيها وتاريخها وعظمائها فهد نستلهم الدروس ونستخرج الصحيح الذى جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فيكون من حكامنا مثل ألب أرسلان فى شجاعته ومن وزرائنا كنظام الملك فى همته وغيرته ومن علمائنا كالجويني والغزالي والبغوي والجيلاني فى دفاعهم عن الكتاب والسنة والصحابة وقضايا الفكر الاسلامى الصحيح وتوظف الوسائل الحديثة فى بث عقائد الاسلام الصحيحة وتاريخة الموثق وفكرة البديع من خلال الفضائيات والإنترنت والمطابع والجرائد والمجلات والكتب والندوات و المؤتمرات والمناهج والمدارس والجامعات ووسائل الدعوة بأنواعها نريد بذلك وجة اللة والدار الاخرة ورفقة النبيين والصدقين والشهداء والصالحين جهود الامام فى دحر الشيعة الباطنية إذا كانت إحدى ثمرات المدارس النظامية أنها مهدت الطريق لسيادة المذهب السني كان من أبرز أثارها أيضاً نفوذ الفكر الشعيى وخاصة بعد أن خرجت الؤلفات المناهضة له من هذه المدارس وكان الإمام الغزالي - العالم السنى على قمة [1] المصدر نفسه ص 291. [2] التاريخ السياسي والفكري ص 179. [3] المصدر نفسه ص 179. [4] المصدر نفسه ص 179.
(5) نظام الملك ص 401 .. [6] دولة السلاجقة للصَّلاَّبي ص 390. [7] رجال الفكر والدعوة (1/ 204) الغزالي للقرضاوي ص 57.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 541