responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 50
أحيانا يسكت عن الأساليب القاسية التي اتبعها أحياناً بعض كبار موظفيه أمثال الياغسياني حاجبه [1]، ونصير الدين جقر نائبه في الموصل [2]، ويحمل ابن واصل عليه لدى استعراضه أحداث الهجوم على حماه عام 524هـ - قائلاً: وأرتكب أمراً قبيحاً أنكره الناس عليه، ولا شيء أقبح من الغدر. ولما عزم على تلك الفعلة الشنعاء، استفتى الفقهاء في ذلك، فأفتاه من لا دين له، وجوز له مالا يحل ولا يحسن شرعاً وعرفا [3]. وقد ناقش الدكتور عماد الدين خليل تلك التهم وقال: .. ولعل ما يبرر لزنكي موقفه هذا إزاء أمراء الشام، محاولته الجادة لكسب الوقت وتوحيد العدد الأكبر من المدن ذات الحكم الذاتي هناك من أجل الإسراع بتشكيل الجبهة الإسلامية الموحدة للوقوف بوجه الخطر الصليبي، بعد أن أدرك عدم إمكان تحقيق نصر حاسم ضدهم في حالة تمزق بلاد الشام إلى إمارات عديدة متطاحنة، فكان لابد من الخدعة سيما وإنها في حالة كهذه توفر على المسلمين كثيراً من الجهود والدماء، لذا نجد زنكي يستفتي الفقهاء قبل أن يقدم على فعلته هذه، وشبيه بهذا. الحيلة الطريفة التي مكتنه عام 529هـ من الاستيلاء على الرقة، دون سفك قطرَّة دم واحدة [4].
وهل الحرب ضد الأمراء الذين سنوا وحدة الأمة ومصالحها الحيوية، إلا خداعهم والكيد لهم، أما أعدامه بعض أمراء بعلبك أثر استيلائه عليها بعد قتال عنيف عام 534هـ فقد جاء نتيجة نقضهم بعض الشروط التي تم الاتفاق عليها قبيل مغادرتهم القلعة [5] ولعل هذه الخادثة هي أبرز ما دفع المؤرخين إلى وصف زنكي بالقسوة والغدر، وقد أشار ابن الأثير - في
الكامل - إلى ذلك بقوله: واستقبح الناس ذلك من فعله، واستعظموه. وخافه غيرهم [6]. ولكن زنكي سرعان ما سعى إلى التعويض عن خطأه هذا وذلك بإصداره العفو عن العدد الأكبر من المحكوم عليهم بالإعدام، وتولية بعلبك لنجم الدين أيوب وهو الذي بذل جهوداً مشكورة في التوسط لهؤلاء الأمراء والدفاع عنهم [7]. وفي حصار زنكي لقلعة جعبر عام 541هـ، جرت مفاوضات بين الطرفين وافق فيها على تسلم مبلغ ثلاثين ألف دينار مقابل فك الحصار عن القلعة وما أن وصله الرسول حاملاً المبلغ المتفق عليه حتى ردّه من حيث جاء، بعد أن وردته

[1] الاعتبار ص 157 عماد الدين زنكي ص 177.
[2] الكامل في التاريخ نقلاً عن عماد الدين زنكي ص 177.
[3] مفرج الكروب (1/ 42).
[4] عماد الدين زنكي ص 179.
[5] زبدة حلب (2/ 273) عماد الدين زنكي ص 179.
[6] الكامل في التاريخ نقلاً عن عماد الدين زنكي ص 179.
[7] أخبار الروضتين نقلاً عن عماد الدين زنكي ص 179.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 50
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست