responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 51
أنباء تشير إلى أن القلعة قد أوشكت على السقوط [1]، وهو موقف يبرره تماماً حرصه على وحدة الجبهة الإسلامية إزاء أنانيات الأمراء الصغار وأطماعهم الذاتية [2]. وأما ما أورده ابن العديم من أن زنكي كان يقول: ما يتفق أن يكون أكثر من ظالم واحد - قاصداً نفسه [3]، فإنه لا يعني سوى عزمه على اتباع نظام المركزية في الإدارة، وتركيز السلطة بيد المسؤول الأعلى [4].
* هواياته: كان طبع زنكي الحاد، وعمله المتواصل من أجل تحقيق أهدافه السياسية والعسكرية، ويستنفذان الكثير من وقته، ولا يتيحان له من الفراغ للراحة والتمتع إلا القليل القليل وفي هذه الفترات المتباعدة من التحرر من قيوم العمل والمسؤولية، كان زنكي يسعى للترفيه عن نفسه وممارسة هواياته المفضلة التي كان الصيد والطراد أبرزها وأقربها إلى طبيعته الحادة [5].ويحدثنا ابن منقذ عن الجولات التي قام بها مع أمير الموصل وعن أنواع الصيد ووسائله وحيله ولنستمع إليه: شاهدت زنكي يوماً، وكانت له الجوارح الكثيرة، ونحن نسير على الأنهار، فيتقدم البازدارية [6] بالبزاة ويطلقونها على طيور الماء، وتدق الطبول كجاري العادة، فتصيد - من طيور الماء - ما تصيد، وتخطئ ما تخطئ ووارءهم الشواهيق الجبلية على أيدي البازدارية، فإذا أخطأت البزاة أرسلوا الشواهيق على الطيور، ويستطرد ابن منقذ قائلاً: وشاهدته يوماً ونحن بظاهر الموصل .. 0 وبين يديه بازدار على يده باشق، فطار ذكرُ دراج [7]، فأرسله عليه، فأخذه ونزل. فلما صار في الأرض - تمكن من الإفلات - فلما أرتفع لحقه الباز وأخذه ونزل به وقدثبته [8]. ثم يمضي ابن منقذ يقضى علينا وجوها أخرى من الصيد، الذي كان يألفه زنكي ويهواه: فيقول: ورأيت زنكي وهو في صيد الوحش مراراً عديدة، فإذا ما نصبت الحلقة واجتمعت الوحوش داخلها - ثم حاولت الخروج - رموها وكان زنكي من أرمى الناس، فكان إذا دنا منه الغزال، رماه فنراه، كأنه قد عثر فيقع ويذبح وشاهدته وقد ضربوا الخيام، فوصل الوحش إلى الخيام، فخرج الغلمان بالعصي والعمد فضربوا منها شيئاً كثيراً .. وشاهدته يوماً ونحن بسنجار.
وقد جاءه فارس من أصحابه فقال: ها هنا ضبعة نائمة؛ فسار زنكي، ونحن معه إلى واد هناك والضبعة نائمة على صخرة في سفحة، فترجل ومشى حتى وقف مقابلها وضربها بنشابه، فوقعت أسفل الوادي، فنزلوا

[1] زبدة حلب (2/ 2825 - 283).
[2] عماد الدين زنكي ص 179.
[3] زبدة حلب (2/ 284) عماد الدين زنكي ص 179.
[4] عماد الدين زنكي ص 180.
[5] المصدر نفسخ ص 180.
[6] الاعتبار ص 192 - 193.
[7] الدراج: طير من فصيلة الدجاج.
[8] الاعتبار ص 192 - 193.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 51
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست