responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 390
- ألاَّ يرى لأحد في قلبه حسداً ولا عداوة أن يفارق إخوان السوء.
- أن يكون مستعداً للموت نادماً مستغفراً لما سلف من ذنوبه مجتهداً في طاعة ربه [1]. ويرى الشيخ عبد القادر الجيلاني أن التوبة على وجهين:
أحدهما: في حق العباد بعضهم تجاه بعض وهذا لا يتحقق إلاَّ برد المظالم والتحلل من الحقوق بإعادتها إلى أصحابها.
والثاني: يتعلق بحق الله تعالى فتكون التوبة منه بالاستغفار الدائم باللسان والندم بالقلب والإضمار على ألاَّ يعود إليه في المستقبل [2]. هذه هي التوبة عند الشيخ عبد القادر الجيلاني ونظراته إليها وتوجيهاته للتائبين وقد أوردها بعبارات جميلة وترقيقات بديعة تدل على حساسية مرهفة لمعنى التوبة وموقف العبد منها [3].
2 - الزهد: والشيخ عبد القادر الجيلاني يفرق بين الزاهد الحقيقي والمتزهد الصوري فيقول: المتزهد يخرج الدنيا من يديه والزاهد المتحقق في زهده يخرجها من قبله [4] ويقول: الصادق في زهده تجيء إليه أقسامه فيناولها ويلبس ظاهره بها قلبه مملوء من الزهد فيها وفي غيرها [5] ويقول: وفي الناس من تكون الدنيا بيده ولا يحبها يملكها ولا تملكه تحبه ولا يحبها تعدو خلفه ولا يعدو خلفها يستخدمها ولا تستخدمه يفرقها ولا تفرقه، قد صلح قلبه لله عز وجل فلا تقدر الدنيا تفسده فيتصرف فيها ولا تتصرف فيه [6] ويقول: المؤمن له نية صالحة في جميع تصرفاته لا يعمل في الدنيا للدنيا يبني في الدنيا للآخرة يعمر المساجد والقناطر والمدارس والربط ويهذب طرق المسلمين وإن بنى غير هذا فللعيال والأرامل والفقراء ومالا بدَّ له منه يفعل ذلك حتى يبنى له في الآخرة [7]. وبين الشيخ عبد القادر أن الزهد ليس أمراً سهلاً يمكن الإتصاف به دون تعب أو معاناة، كما أنه ليس في قدرة كل واحد أن يكون زاهداً، لأن الزهد على حد تعبير الجيلاني: منة صالحة وإلاَّ فما يقدر أحد أن يزهد في قسمه. المؤمن يستريح من ثقل الحرص لا يشره ولا يستعجل. زهد في الأشياء قبله وأعرض عنها سَّره واشتغل بما أمر به وعلم أن قسمه لا

[1] الشيخ عبد القادر الجيلاني ص 600.
[2] الغنية للجيلاني (1/ 126).
[3] الشيخ عبد القادر الجيلاني ص 600.
[4] الفتح الرباني للجيلاني، المجلس الثلاثون ص 106.
[5] المصدر السابق، المجلس الخامس والعشرون ص 89.
[6] المصدر نفسه المجلس الرابع والثلاثون ص 113.
[7] الفتح الرباني للجيلاني، المجلس السادس عشر ص 59.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 390
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست