اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 389
الخواص وتوبة خاص الخاص ويجعل لكل صنف منهم توبة تخصه فيقول: توبة العوام من الذنوب وتوبة الخواص من الغفلة، وتوبة خاص الخاص من ركون القلب إلى ما سوى الله عز وجل، ثم يوضح معنى قوله تعالى: " وتوبوا إلى الله جميعاً أية المؤمنون لعلكم تفلحون " (النور، آية: 31) بأن هذا: خطاب للعموم بالتوبة وأن حقيقة التوبة في اللغة الرجوع يقال تاب فلان من كذا أي رجع عنه فالتوبة هي الرجوع عما كان مذموماً في الشرع إلى ما هو محمود في الشرع، والعلم بأن الذنوب والمعاصي مهلكات مبعدات من الله عز وجل ومن جنته وتركها مقرب إلى الله عز وجل وجنته فكأنه عز وجل يقول: أرجعوا إلي من هوى نفوسكم ووقوفكم مع شهواتكم عسى أن تظفروا ببغيتكم عندي في المعاد وتبقوا في نعيمي في دار البقاء والقرار وتفلحوا وتفوزوا وتنجوا وتدخلوا رحمتي الجنة العليا المعدة للأبرار [1]، كما يقرر الشيخ عبد القادر الجيلاني أن التوبة من سائر الذنوب واجبة بإجماع الأمة وأنها تكون من جميع الذنوب صغيرها وكبيرها [2]. ثم يعرف الكبائر بأنها: ما توعَّد الله عليه بالنار أو ما أوجب عليه الحد في الدنيا وأن بعض العلماء حصرها في سبع عشرة كبيرة: أربع في القلب؛ وهي الشرك بالله والإصرار على المعصية والقنوط من رحمة الله والأمن من مكر الله وأربع في اللسان: وهي شهادة الزور وقذف المحصنات واليمين الغموس والسحر. وثلاث في البطن وهي: شرب الخمر وأكل مال اليتيم وأكل الربا. واثنتان في الفرج وهما: الزنا واللواط. واثنتان في اليدين، وهما: القتل والسرقة. وواحدة في الرجلين وهي الفرار من الزحف، وواحدة في جميع البدن: وهي عقوق الوالدين [3]. وتحدث عن صدق التوبة: وصحتها ووضع لها شروط ثلاثة
أولها: الندم على ما عمل من المخالفات:
وثانيها: الإقلاع وترك الزلات في جميع الحالات والساعات.
وثالثها: العزم على ألا يعود إلى ما اقترف من المعاصي، والخطيئات [4]. ووضع الشيخ عبد القادر الجيلاني للتوبة معياراً دقيقاً هو: توجّع القلب عند علمه بفوات محبوبه فتطول حسراته وأحزانه وبكاؤه ونحيبه وإنسكاب عبراته فيعزم على ألاَّ يعود إلى مثل ذلك لما تحقق عنده من شؤم ذلك [5]. ويجعل أيضاً مقياساً آخر يمكن بواسطته معرفة التوبة الصادقة وهو أربعة أشياء.
- أن يملك لسانه من الفضول والغيبة والنميمة والكذب. [1] الغنية للجيلاني (1/ 116). [2] الغنية (1/ 116). [3] المصدر نفسه (1/ 117). [4] المصدر نفسه (1/ 122). [5] المصدر نفسه (1/ 122).
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 389