اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 391
يفوته فلم يطلبه ترك الأقسام تعدوا خلفه وتدل وتسأله قبولها [1] وقال: يا غلام هذا الزهد ليس صنعة تتعلمها ليس هو شيئاً تأخذه بيدك ترميه بل هو خطوات أولها النظر في وجه الدنيا فتراها كما هي على صورتها عند من تقدم من الأنبياء والرسل (2)
والشيخ عبد القادر الجيلاني يربط بين العلم والزهد، ويرى لا بَّد من تلازمهما للوصول إلى الله عز وجل وهذا واضح من قوله: ما وصل من وصل إلاَّ بالعلم والزهد في الدنيا والإعراض عنها بالقلب والقالب [3]. وقال: من صح زهده في الخلق صحت رغبتهم فيه وانتفعوا بكلامه والنظر فيه [4]. والشيخ عبد القادر الجيلاني على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، الذي قال في الزهد: الزهد على ثلاثة أوجه: الأول: ترك الحرام وهو زهد العوام. والثاني: ترك الفضول من الحلال وهو زهد الخوص الثالث: ترك ما يشغل عن الله وهو زهد العارفين وعلق ابن القيم على كلام الإمام أحمد فقال: وهذا الكلام من الإمام أحمد يأتي على جميع ما تقدم من كلام المشايخ مع زيادة تفصيله وتبيين درجاته وهو من أجمع الكلام وهو يدل على أنه رضي الله عنه من هذا العلم بالمحل الأعلى وقد شهد الشافعي رحمه الله بإمامته في ثمانية أشياء أحدها الزهد [5]. وهكذا يتبين موافقة الشيخ عبد القادر الجيلاني لأهل السنة والجماعة في مفهوم الزهد [6].
3 - التوكل: تناول الشيخ عبد القادر الجيلاني مسألة التوكل وتعَّرض لأربع مسائل.
- الأصل في مشروعيته وتعريف حقيقته: فقال: الأصل فيه قوله تعالى: " ومن يتوكل على الله فهو حسبه " الطلاق، آية [3]) وقوله عز وجل: " وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين " (المائدة، آية: 23). وحقيقته تفويض الأمور إلى الله عز وجل والتنقي من ظلمات الاختيار والتدبير والترقي إلى ساحات شهود الأحكام والتقدير فيقطع العبد ألاَّ تبديل للقسمة فما قسم له لا يفوته ومالم يقَّدر له لا يناله فيسكن قلبه إلى ذلك ويطمئن إلى وعد مولاه [7].
المسألة الثانية: أقسام التوكل ودرجاته: يرى الشيخ عبد القادر الجيلاني أن التوكل ينقسم إلى ثلاث درجات التوكل ثم التسليم ثم التفويض: فالمتوكل يسكن إلى وعد ربه وصاحب التسليم يكتفي بعلمه وصاحب التفويض يرضى بحكمه [8] ولكن ابن القيم يرى أن التوكل ينقسم إلى سبع درجات: [1] الفتح الرباني للجيلاني، المجلس الثامن والعشرون ص 98.
(2) الشيخ الرباني للجيلاني، المجلس الثلاثون ص 107 .. [3] المصدر نفسه ص 106. [4] المصدر نفسه المجلس الثاني والستون ص 232. [5] مدارج السالكين لابن القيم (2/ 12). [6] الشيخ عبد القادر الجيلاني ص 606. [7] الغنية للجيلاني (2/ 189). [8] الغنية للجيلاني (2/ 189).
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 391