responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 381
ساكن إلى أحد من الخلائق [1] ويضع ضابطاً دقيقاً للصوفي فيقول: " الصوفي من صفا باطنه وظاهره بمتابعة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم [2] ويقول: الصوفي الصادق في تصوفه يصفو قلبه عما سوى مولاه عز وجل وهذا شيء لا يجيء بتغيير الخرق وتعفير الوجوه وجمع الأكتاف ولقلقة اللسان وحكايات الصالحين وتحريك الأصابع بالتسبيح والتهليل وإنما يجيء بالصدق في طلب الحق عز وجل والزهد في الدنيا وإخراج الخلق من القلب وتجرده عما سوى مولاه عز وجل [3].

2 - العوامل التي أدت إلى تصوفه: هناك عوامل عدة أثرَّت في تكوين شخصية الشيخ عبد القادر الجيلاني منها:
أ- نشأته في أحضان أسرة صالحة: تتألف من والده الذي كان مشهوراً بالصلاح والعبادة وحسن السيرة ووالدته فاطمة أم الخير بنت أبي عبد الله الصومعي المعروف بالتقوى والورع وعمته التي كانت على جانب كبير من الخير والصلاح [4] وقد وصف الشيخ عبد القادر الجيلاني بقوله: أهَّلني الله عز وجل ببركات متابعتي للرسول صلى الله عليه وسلم وبري بوالدي ووالداتي رحمهما الله عز وجل، والدي زاهد في الدنيا مع قدرته عليها ووالدتي وافقته على ذلك ورضيت بفعله كانا من أهل الصلاح والديانة والشفقة على الخلق [5].
ب- اتصاله بالصوفية في بغداد: فقد شكَّل انتقاله إلى بغداد تطوراً جديداً في حياته لما واجهه من تغير كبير في البيئة العامة والحياة الخاصة حيث اختلط بالعلماء والفقهاء، ومشايخ الصوفية، وذلك في قاعات الدروس ومجالس العلم ووقف على انتماءاتهم ونشاطاتهم وتأثر بذلك تأثراً كبيراً وقد بدأ وقائع دراسته بدراسة الفقه الحنبلي وقراءة القرآن الكريم ثم اتجه بعد ذلك إلى دراسة التصوف وعلومه وكان لصحبته للشيخ حماد الدباس الأثر الكبير في تحديد توجيهاته الصوفية [6].
ج- عدم ارتياحه إلى سلوك بعض الفقهاء والوعاظ في زمانه والذين كانت تحكمهم الأهواء والمنافع الشخصية، وكانوا يثيرون الخلافات المذهبية ويغيرون انتماءاتهم طبقاً لمصالحهم الذاتية ممّا عمق قناعته بأن انحراف بعض الفقهاء وتكسبهم بدينهم هو نتيجة حتمية

[1] الفتح الرباني، المجلس التاسع والخمسون ص 207.
[2] الفتح الرباني للجيلاني، المجلس الخامس والعشرون ص 90.
[3] بهجة الأسرار ص 88 وقلائد الجواهر ص 3.
[4] الفتح الرباني للجيلاني، المجلس الواحد والستون ص 224.
[5] ذيل طبقة الجنابلة لابن رجب (1/ 298).
[6] الشيخ عبد القادر الجيلاني ص 517.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 381
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست