responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 382
لفراغ قلوبهم من التقوى ومراقبة الله عز وجل وجعله يسلك طريق التصوف لكن ثقافته الفقهية التي تستمد أصولها من الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح كان لها الأثر الكبير في سلامته وعبوره ساحل النجاة وعدم تأثره بالفلسفات وعلوم الكلام [1].
س- المكانة العالية والمنزلة الرفيعة التي كانت للتصوف في زمانه: أثر الجهود الكبيرة التي بذلها الإمام الغزالي الذي اشتهر أمره وذاع صيته في بداية نشأة الشيخ عبد القادر ويظهر تأثر الشيخ عبد القادر في كتابه الغنية حيث يظهر التشابه بينه وبين كتاب الإحياء للغزالي [2]، وفي نظري أن الشيخ عبد القادر بسط تعاليم الغزالي ونقحها وزاد عليها وكّون تياراً إسلامية متماسكاً وحّول هذا التيار إلى عمل جماعي منظم منضبط، واستطاع تكوين صف قيادي مساعد له ساهموا في تشكيل التيار الإسلامي العريض.
3 - موقفه من العلم والعمل: اهتم الشيخ عبد القادر الجيلاني بجانبي العلم النظري والعملي وفي هذا المجال قال في نصيحة وجهها إلى بعض طلاَّبه: إن أردت الفلاح فاصحب شيخاً عالماً بحكم الله عز وجل وعلمه يعلمك ويؤدبك ويعرفك الطريق إلى الله عز وجل. ويقول: إذا لم تتبع الكتاب والسنة ولا الشيوخ العارفين بها فما تفلح أبداً [3] وكان الجانب العلمي موضع عناية الشيخ عبد القادر الجيلاني فمن وصاياه التي كان يوجهها إلى طلاَّبه ومريديه قوله يا غلام تحفظ القرآن ولا تعمل به تحفظ سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا تعمل بها. فلأي شيء تفعل ذلك تأمر الناس وأنت لا تفعل وتنهاهم وأنت لاتنتهي قال عز وجل: " كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون " (الصف، آية: [3]). لم تقولون وتخالفون أما تستحون لم تدَّعون الإيمان ولا تؤمنون [4]. ويؤكد على التشبيه السيء للعالم الذي لا يعمل بعلمه بقوله: مثَّل الله العالم الذي لا يعمل بعلمه بالحمار فقال: " كمثل الحمار يحمل أسفاراً " (الجمعة، آية: [5]) الأسفار هي كتب العلم هل ينتفع الحمار بكتب العلم ما يقع بيده منها سوى التعب والنصب من ازداد علمه ينبغي أن يزداد خوفه من ربَّه عز وجل وطواعيته له. يا مدعي العلم أين بكاؤك من خوف الله عز وجل؟ أين حذرك وخوفك؟ أين اعترافك بذنوبك؟ أين مواصلتك للضياء بالظلام في طاعة الله عز وجل؟ أين تأديبك لنفسك ومجاهدتها في جانب الحق وعداوتها فيه؟ أنت همك القميص والعمامة والأكل والنكاح والدور والدكاكين والقعود مع الخلق والأنس بهم [5].
وكان الشيخ عبد القادر الجيلاني اهتمامه بالجوانب التربوية

[1] المصدر نفسه ص 518.
[2] المصدر نفسه ص 518.
[3] الفتح الرباني للجيلاني، المجلس التاسع والثلاثون ص 127
[4] الفتح الرباني للجيلاني المجلس العاشر ص 35.
[5] المصدر نفسه ص 51.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 382
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست