اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 380
هو الذبيح وأن استسلامه لأمر ربه ورضاه كان أبزر صفاته وهذا القول مرجوح عند أهل السنة والجماعة، فقد ذكر ابن القيم - رحمه الله - الخلاف في هذه المسألة ورجَّح بالأدلة القاطعة والبراهين القوية أن الذبيح هو إسماعيل عليه وعلى نبينا وعلى سائر الأنبياء أفضل الصلاة وأزكى السلام [1].
ج- الصبر والقدوة في التخلق بهذا الخلق العظيم أيوب عليه السلام فقد أثنى الله عليه بقوله: " وخذ بيدك ضغثاً فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أوّاب " (ص، آية:44). وذلك لما تحلى به من الصبر لمواجهة تلك الابتلاءات العظيمة التي لا يكاد يطيقها بشر في جسده وماله وولده [2].
ح- الإشارة: ويذكر أن القدوة فيها هو زكريا عليه السلام وكأنه يشير بهذا إلى سرعة بديهته وشدة فهمه وذكائه عليه السلام فإنه لما رأى أن الله يرزق مريم فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء أدرك بفطنته مدى قدرة الله عز وجل وعدم ارتباطها بالأسباب وأن الله قادر على أن يرزقه ولداً ولو كان شيخاً كبيراً قد وهن عظمه واشتغل بالشيب رأسه مع كبر أمرأته فدعا الله وناداه وقال: " رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء " [3] (آل عمران، آية: 38).
خ- التصوف: والقدوة في ذلك موسى بن عمران عليه السلام. ولعله أراد بذلك الإشارة إلى الاصطفاء الذي وقع عليه من الله بقوله عز وجل: " إني اصطفيتك على الناس براسالتي وبكلامي " (الأعراف آية: 144).
ر- السياحة: ويذكر أن القدوة فيها هو عيسى بن مريم عليه السلام.
س- الفقر: ولا شك أن أعظم الناس إتصافاً بهذا الوصف وهو الافتقار إلى الله وصدق اللجوء والاعتماد عليه هو خير البشر وسيد ولد آدم محمد صلى الله عليه وسلم والشواهد على هذا كثيرة جداً في سيرته العظيمة [4].
والصوفي عند عبد القادر الجيلاني هو من تحقق من معاني التصوف حتى صار أهلاً لأن يطلق عليه صوفي في وصفه: صوفي مأخوذ من المصافاة يعني عبد صافاه الله عز وجل، أو من كان صافياً من آفات النفس خالياً من مذموماتها سالكاً لحميد مذاهبه ملازماً للحقائق غير [1] تفسير ابن كثير (4/ 39). [2] الشيخ عبد القادر الجيلاني ص 511. [3] فتوح الغيب للجيلاني، المقالة الخامسة والسبعون ص 166. [4] الغنية (2/ 160).
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 380