responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 355
يحتسب في صنعته الخير، والذي يجهز به في سبيل الله والذي يرمى به في سبيل الله، قال: أرموا وأركبوا وأن ترموا خير من أن تركبوا [1]. وليس ذلك فقط، بل وذكر فضل أولئك الذين يوجهون أسلحتهم لأعداء الإسلام.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تقلد سيفاً في سبيل الله قلده الله عز وجل يوم القيامة وشاحين من الجنة لا تقوم لهما الدنيا وما فيها [2]. وفي أحاديث أخرى ساوى بين الإنفاق في الحج والإنفاق في سبيل الله في الحرب مثلاً في الحديث.
- الثلاثين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: النفقة في الحج مثل النفقة في سبيل الله الدرهم بسبعمائة [3].
إن نظرة سريعة للأحاديث التي ذكرها ابن عساكر نلاحظ أنه أختارها بدقة كبيرة من بين الأحاديث الكثيرة التي تطرقت إلى الجهاد، وبصورة عامة فهو اختار أحاديث تتحدث عن منزلة الجهاد في الإسلام، وفضل المجاهد على غيره من المسلمين، وعن أولئك المسلمين الذين يجهزون للقتال أدوات الحرب آنذاك كالخيول والسلاح والمرابطة في سبيل الله .. إلخ وقد استفاد نور الدين من جهود ابن عساكر في تعبئته الفكرية والدينية التي كرس حياته لها وقد آتت ثمارها في مواجهة الغزو الصليبي، فقد ساندتها السلطة السياسية العسكرية المتمثلة في شخص نور الدين محمود، والتي اعتمد عليها كقاعدة استند عليها في صراعه الطويل مع الصليبين.

إن تحالف العلماء مع القادة السياسيين العسكريين، كتحالف ابن عساكر ونور الدين خير مثال على أهمية وحدة الصف في مواجهة الأخطار الداخلية والخارجية ضد الإسلام والمسلمين [4].

2 - تأليف ابن عساكر فضائل المدن: ووجد ابن عساكر أن استمرارية الغزو الصليبي للشرق الإسلامي لابد أن تواجهه استمرارية في الجهاد ضده ولذلك أكد على فكرة الجهاد كما برزت الأحاديث التي ذكرها والتي كانت جزءاً من منهجه الجهادي المحرض للمسلمين، وليس ذلك فحسب وإنما أيضاً من خلال تأكيده على فضائل المدن الإسلامية داعياً المسلمين إلى استعادتها والدفاع عنها، حيث ألف العديد من الكتب التي تشيد بذلك منها " فضائل

[1] صححه الحاكم (2/ 86) ووافقه الذهبي.
[2] حديث موضوع فيه عبد العزيز بن عبد الرحمن البالسي المجروحين (2/ 139).
[3] إسناده ضعيف، عطاء بن السائب اختلط التاريخ الكبير (3/ 63).
[4] موقف فقهاء الشام وقضاتها ص 108.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 355
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست