responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 356
القدس" و"فضائل عسقلان" و"فضائل المدن الإسلامية" والزهادة في بذل الشهادة"، وغيرها من الكتب التراثية العديدة التي تشير إلى مدى تركيزه واهتمامه بذكر فضائل المدن الإسلامية، وتذكير المسلمين لدور تلك المدن في التاريخ الإسلامي التي لابد من التشبث بها والدفاع عنها [1]، ولم يكن ابن عساكر الوحيد من ألف في فضائل المدن الشامية آنذاك بل اتجه العديد من الفقهاء للتذكير بهذا الجانب مثل " فضائل الشام" للفقيه الحافظ عبد الكريم السمعاني (ت562هـ) و"فضائل الشام " للفقيه محمد عبد الواحد منصور السعدي الحنبلي (ت643هـ)، وكتاب " ترغيب أهل الإسلام في سكني الشام " للفقيه عز الدين السلمي (ت660) وغيرهم الكثير [2] وذلك لأن الغزو الصليبي كما أشار السلمي وابن عساكر لم يستهدف الإسلام كفرد أو عقيدة، وإنما أيضاً كان يستهدف القضاء على حضارته وتراثه المتكامل، ووجد أولئك الفقهاء أنه خير وسيلة لحفظ تراث تلك المدن الإسلامية، ومكانتها التاريخية من خطر زوالها، ولربما تغيير ملامحها الحضارية من قبل الصليبيين هو التاريخ لها، وتدوين أخبارها [3].
وبتشجيع من الملك العادل نور الدين محمود تّم تأليف أكبر مصنف عن تاريخ دمشق، وهو تاريخ مدينة دمشق للحافظ ابن عساكر وقد جاء في مقدمة هذا الكتاب: ورقى خبر جمعي له إلى حضرة الملك القمْقام الكامل العادل الزاهد المجاهد المرابط الهمام، أبي القاسم محمود بن زنكي بن آق سنقر ناصر الإمام ... وبلغني تشوقه إلى الاستنجاز والاستتمام ليلّم بمطالعة ما تيسر منه بعض الإلمام، فراجعت العمل فيه راجياً الظفر بالتمام، شاكراً لما ظهر منه من حسن الاهتمام [4] مما يوضح للباحث حرص نور الدين محمود على الإطلاع على تاريخ عاصمته " دمشق " وتشوقه إلى ذلك، كما أنه يؤرخ لنا زمن تصنيف ابن عساكر لهذا الكتاب، ويعد هذا العمل من الآثار العلمية المجيدة التي تبناها نور الدين محمود [5] وبذلك كان ابن عساكر أحد أولئك الذين استخدموا التراث كوسيلة لتحريض البلاد الإسلامية للوقوف في وجه الخطر الذي يحيق بها، فقد استخدم التاريخ والأدب مع فكرة الجهاد، كمنهج متكامل من أجل بعث الحياة الثقافية في بلاد الشام التي أثقلها الضعف والصراع السياسي والديني [6].

[1] موقف فقهاء الشام وقضاتها ص 108.
[2] كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (2/ 399).
[3] موقف فقهاء الشام وقضاتها من الغزو الصليبي ص 108.
[4] تاريخ مدينة دمشق في المقدمة ص 4.
[5] الحياة العلمية في العهد الزنكي ص 79.
[6] موقف فقهاء الشام وقضاتها ص 109.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 356
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست