responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 331
تصنيف هذا النوع من الطلبة إلى صفين: طلبة عارضين، وآخرين منتظمين، فالصف الأول يشمل أعداداً كبيرة من أصحاب الحرف والعمّال وغيرهم ممن يحضر الدروس بين حين وآخر، ولاسيما مجالس الوعظ والإملاء وحلق التعليم العامة، غير أنهم لا يواصلون دراستهم ولا يواظبون على الحضور، وهؤلاء يمثلون أضعاف أعداد الطلاب المنتظمين، أما الصنف الآخر فهم الطلبة المنتظمون، وكانوا يقضون شطراً كبيراً من حياتهم في طلب العلم وحده، ولكن ذلك لا يمنع اشتغالهم بكسب الرزق [1] وكانت المساجد تقوم بالتدريس ولا يشترط في من يريد التعلم عدد معين ويختلف الوضع بالنسبة للمدارس، إذ كان يجلس أمام المدرس فيها عدد معين من الطلاب لا يصح تجاوزه في الغالب، ثم إن هذا العدد قليل جداً إذا قيس بأعداد طلاب الحلق في المساجد وكان مما جرت عليه العادة في المدارس أن يعين منشيء المدرسة أو وقفها مدرساً لها، ويُحدد في الوقت نفسه عدد الطلاب الذين يسمح لهم الالتحاق بها كما حصل في المدرسة النورية بالموصل حيث حدد واقفها نور الدين أرسلان شاه عدد الطلاب بستين طالباً من فقهاء الشافعية [2]، وكذلك في المدرسة العصرونية بدمشق والتي شرط فيها واقفها ألا يزيد عدد طلبتها على عشرين طالباً من الشافعية وغيرهم [3] وكان طلاب العلم يحصلون على مرتبات ونفقات تحصل في الغالب من موارد الوقف المخصص للحلقة أو المدرسة وقد اشتهرت بعض مدارس العهد الزنكي بوفرة ما يناله منسوبوها من الأموال، والمأكولات والملابس، والهدايا في المناسبات، كما كانت عليه المدرسة العُزية بالموصل والحلاوية بحلب والنورية الكبرى في دمشق (4)
وغالباً ما يزدحم الطلبة على مثل هذه هذه المدارس لغني مخصصاتها [5]. كما حرص واقفوا المدارس في العهد الزنكي على توفير كافة احتياجات الطلبة الدارسين فيها وبالأخص المسكن الملائم لهم كي يجد الطلبة الغرباء، والفقراء المناخ المناسب لتلقي العلم، فكأن من مكملات المدارس إنشاء مرافق تُلحق بها تخصّص لسكني الطلبة الغرباء والفقراء، وقد حدثنا الرحالة الأندلسي ابن جُبير عما شاهده في دمشق من التسهيلات المغرية لطلاب العلم، ومنها هذه المرافق فقال: ومرافق الغرباء بهذه البلدة أكثر من أن يأخذها الإحصاء ولاسيما لحفاظ كتاب الله عز وجل، والمنتمين للطلب ... وهذه البلاد المشرقية كلها على هذا الرسم، لكن الاحتفال بهذه البلدة أكثر والاتساع أوجد. فمن شاء الفلاح من نشأة مغربنا فليرحل إلى هذه البلاد ويتغرب في

[1] المصدر نفسه ص 201.
[2] المصدر نفسه ص 202.
[3] المصدر نفسه ص 202.
(4) المصدر نفسه ص 204 ..
[5] المصدر نفسه ص 204.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 331
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست