responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 330
والأشعار دون سخيفها ومسترذلها [1] ولم تقتصر الحياة التعليمية في الكتاتيب على تعليم الصبية الكتابة والقراءة وتحفيظهم القرآن فحسب، بل تعداه إلى أن يقوم المعلم بتأديب الصبيان وتعويدهم الآداب الحسنة [2] وقد شبه الإمام الغزالي المعلم الذي يُربي الصبية ويهديهم الأخلاق الفاضلة بالرفق واللين، ويبعدهم من السقوط بالمهالك والشرور بالفّلاح الذي يقطع الشوك ويخرج النباتات الأجنبية من بين الزرع ليحسن نباته ويكمل ريعه [3]، وقد تعددت وسائل التحصيل وأساليب التعليم في الكتاتيب على النحو الآتي: في السنوات الأولى من هذه المرحلة يهتم المؤدب بتعليم الأطفال السور القصار من القرآن الكريم وكانت وسيلته في ذلك أسلوب التلقين، بمعنى أن المعلم كان يقرأ وعلى الصبي أن يكرر ما يقرأه معلمه من فقرات إلى أن يتم حفظها وهكذا يستمر معه وقد أكد بن جبُير اشتهار هذه الطريقة في البلاد الزنكية التي زارها بقوله: وتعليم الصبيان للقرآن بهذه البلاد المشرقية كلها إنما هو تلقين (4)
ويذكر ابن جبير عند الحديث عن تعليم الصبيان في دمشق أن سور القرآن لم تستعمل في تعليم الأطفال الكتابة، وإنما استعملت أبيات من الشعر لهذا الغرض، وأن تعليم القرآن والكتابة لا يقوم بهما مدرس واحد وإنما يخصص معلم لكل منهما على حده، فإذا فرغ الصبي من التلقين التحق بالكُتاب الخاص بتعليم الخط ويستصوب ابن جُبير هذه الطريقة إذ يرى فيها إتقاناً للخط لأن المعلم له لا ينشغل بغيره فهو يستفرغ جهده في تعليم الخط، فيبرع الطفل في ذلك [5].

أما طريقة تدريس الشعر فكانت تتلحص في أن يختار المعلم للأطفال الأشعار السهلة في العبارة واللغة، كي يسهل حفظها وفهمها، كما يراعي في اختياره ما قيل من الأشعار الحسنة والنبيلة دون السخيف والرذيل منها وكان الطفل يقوم بتكرار هذه الأشعار حتى يتم حفظها [6] هذه هي أهم وسائل التحصيل وأساليب التعليم في تلك المرحلة المبدئية من التعليم وكانت تتميز بالبساطة، والتدرج في المعلومات ما أمكن والحرص على تربية الصبية خلقيا إلى جانب تحصيلهم العلمي [7].
2 - طلاب المرحلة العليا: يُطلق على هذه الفئة من الطلبة في بعض الأحيان لقب "الفقهاء" وقد غلب إطلاق هذا اللقب في العهد الزنكي على طلاب المدارس [8]، ويمكن

[1] نهاية الرتبة في طلب الحسبة ص 103.
[2] المصدر نفسه.
[3] الحياة العلمية في العهد الزنكي ص 197.
(4) كتاب أدب المعلمين ص 76 ..
[5] الرحلة ص 245 الحياة العلمية ص 199.
[6] الحياة العلمية ص 200.
[7] المصدر نفسه ص 200.
[8] الحياة العلمية ص 201.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 330
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست