اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 329
[3] - المعيدون: من الواضح أن نظام الإعادة الذي نجده منتشراً في جامعتنا في الوقت الحاضر لم يكن وليد نُظم التعليم الحديثة فقد سبقتها المدارس الإسلامية الأولى إلى استعمال هذا النظام، ولم تظهر وظيفة المعيد في تاريخ التعليم عند المسلمين إلا مع ظهور المدارس وتطور وظائفها في منتصف القرن الخامس الهجري [1].
ثانياً: فئات الطلاب:
1 - طلاب المرحلة الأولى: اهتم الحكام الزنكيون وبعض الموسرين في الدولة الزنكية بإنشاء الكتاتيب لتعليم صغار المسلمين القرآن الكريم، ومبادئ الدين الإسلامي، وطرقاً من العلوم الأولية البسيطة مثل: الكتابة، والحساب، وما يُستحسن من الأشعار وقد ذكر ابن العربي الذي زار بلاد الشام في بداية القرن السادس الهجري (الثاني عشر الميلادي) أن: للقوم في التعليم سيرة بديعة، وهو أن الصغير منهم إذ عقل، بعثوه إلى المكتب [2] وقد حدد ابن الجوزي المتوفى سنة 597هـ/1201م بقوله: ومتى اعتدل المزاج وتكامل العقل، أوجب ذلك يقظة الصبي، فإذا بلغ خمس سنين أخد يحفظ العلم [3] وأما المدة التي كان يقضيها الطفل في الكُتّاب فهي أيضاً تختلف باختلاف استعداد الطفل ومدى قابليته للتعلم، وإمكانياته في الانتقال إلى المرحلة التعليمية التالية على أن هناك بعض الأشارات التي تحدد مدة الدراسة بالكتّاب بسن البلوغ فقد أشارت بعض المصادر إلى أن الصبي إذا بلغ سن البلوغ ترك المكتب وهذه تتراوح مابين الثانية عشر والخامسة عشر [4] وكانت أيام التعليم في الغالب خمسة أيام ونصف اليوم: السبت والأحد والاثنين والثلاثاء، والأربعاء: وصبحة الخميس حيث كان بقية يوم الخميس، وطوال الجمعة عطلة الراحة، بالإضافة إلى أيام عيد الفطر الثلاثة وأيام عيد الأضحى الخمسة وبعض المناسبات العامة (5)
وأما من حيث منهج الدراسة في المرحلة الأولى فتعلم أقرب المصادر للعهد الزنكي التي توضح منهج التعليم في هذه المرحلة هو كتابة نهاية الرتبة في طلب الحسبة لعبد الرحمن بن نصر الشيزري المتوفي سنة 589هـ/1193م الذي وصف حال تعليم الصبيان في ذلك العهد، وما ينبغي للمعلم اتخاذه تجاه تعليمهم وطريقته ومن ذلك قوله: وأول ما ينبغي للمؤدب أن يعلم الصبي السور القصار من القرآن بعد حذقه بمعرفة الحروف وضبطها بالشكل، ويُدرّجه في ذلك حتى يألفه طبعه ثم يعرفه عقائد أهل السنة والجماعة، ثم أصول الحساب، وما يستحسن من المراسلات [1] المصدر نفسه ص 179. [2] أحكام القرآن (4/ 1895) الحياة الزنكية ص 193. [3] الحياة العلمية في العهد الزنكي ص 193. [4] المصدر نفسه ص 195.
(5) التربية والتعليم في الإسلام ص 78 محمد أسعد طلس ..
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 329