اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 328
وحسن الخط [1]. ولقد تمتع معلموا الكتاتيب في ذلك العهد بمركز مالي جيد في الكتاتيب الموقوفة إذ وفر لهم الواقفون رواتب شهرية تُصرف لهم من إيراد الوقف [2]، كما ذكر أبو شامة عن نور الدين أنه بنى في بلاده الكثير من الكتاتيب وأجرى على المعلمين والصبيان رواتب وافرة [3]، وقد دفع هذا التشجيع المادي والمعنوي الكثير من المعلمين إلى الإقبال على التعليم، بطمأنينة وراحة بال [4].
2 - المدرسون: إن نظام التعليم المتبع في العهد الزنكي لا يقل شأنا عن نظام المدارس في العصر الحاضر، فإن النظام المتبع آنذاك هو أن يكون لكل مدرسة عدد من المدرسين يختص كل واحد منهم بتدريس مادة أو أكثر، ويشرف عليهم شيخ يسمى ناظر المدرسة ويشترط أن يكون الناظر من خيار المدرسين وأشهرهم ومن الذين بلغوا درجة عالية من النضج العلمي، والقدرة العالية في مجال التأليف والتدريس وقد عني الزنكيون ومن سار على نهجهم في إنشاء المدارس ودور التعليم المختلفة باختيار العلماء الأفذاذ للتدريس في مراكزهم وحرصوا على استجلاب من أثر عنه العلم الوافر، والسمعة الحسنة بين العلماء وطلاب العلم، كما حرصوا أن يكون المدرس سليم العقيدة حتى يتوافق مع التوجيه الديني الشامل للدولة [5] وكان المدرسون في العهد الزنكي يتقاضون رواتب، أو معاليم تصرف لهم من الأوقاف التي كانت توقف على المدرسة، وكانت تلك الأجور أو المعاليم تتأثر بظروف مقدار الوقف على المدرسة وما يّدره شهرياً أو سنوياً وكان هناك من المدرسين من يأنفون من أخذ ما يُخصص لهم من تلك الأوقاف فقد رفض القاسم ابن الحافظ علي بن الحسن بن عساكر المتوفي سنة 600هـ (1203م) [6] وكان مدرساً بدار الحديث النورية بدمشق، أن يتناول من معلومه شيئاً، فقد تنازل عنه لمن يتردد عليه من الطلبة [7]، وكان يحق للمدرس أن يستنيب من يقوم بالتدريس مكانة في إحدى المدارس، ومن هنا ظهر منصب "نائب المدرس" وهو أعلى من رتبه المعيد، وأقل من رتبة المدرس ومن ذلك أن القاضي شرف الدين بن أبي عصرون درس بالمدرسة الأمينية بدمشق [8]، وأناب عنه في بعض وقته الفقيه أبا الفضائل الدمشقي [9]، المتوفى سنة 561هـ/1165م [10]. [1] المصدر نفسه ص 168. [2] المصدر نفسه ص 169. [3] كتاب الروضتين نقلا عن الحياة العلمية ص 169. [4] الحياة العلمية ص 169. [5] الحياة العلمية ص 170. [6] المصدر نفسه ص 176. [7] المصدر نفسه ص 176. [8] الدارس (1/ 178) الحياة العلمية ص 178. [9] طبقات الشافعية (7/ 186) الحياة العلمية ص 178. [10] الحياة العلمية ص 178.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 328