responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 128
حصل عليها آباؤهم في أثناء مشاركتهم في معركة ملاذكرد [1]، وقاد يوحنا كومنين الأمبراطور البيزنطي القوات المسيحية في طريق العودة إلى أنطاكية وحينئذ إنقضى عماد الدين زنكي على آلاتهم الحربية الثقيلة ومجانيقهم العظام فاستولى عليها ورفعها إلى قلعة حلب [2]، كما أرسل بعض جنده في آثار قوات العدو المنسحب، فقتلوا وأسروا عدداً كبيراً منهم [3]، وفي أنطاكية حدث خلاف جديد بين الإمبراطور والصليبيين، كاد أن ينتهي بفتنة واسعة بين الطرفين لولا إسراع كومنين بالرجوع إلى بلاده [4].

د- أسباب فشل الحملة: يمكن تحديدها فيما يلي:
* عدم قيام الصليبيين بواجباتهم العسكرية وانصرافهم عن مساندة الإمبراطور [5].

* اشتداد المنافسة بين كل من ريموند بواتييه وجوسلين الثاني، فخشي الأول أنه إذا سقطت شيزر بيد النصارى سُيجبر على أن يقيم بها، وفقاً للاتفاقية المُبرمة بين الحلفاء وهي تقع على الخط الأمامي للممتلكات النصرانية المواجهة للمسلمين وسيبتعد نتيجة ذلك عن أنطاكية ومباهجها. أما جوسلين الثاني يكنُّ في قرارة نفسه الكراهية لريموند يواتييه، فإنه لم يود أن يراه مستقراً في شيزار، وفي حلب فيما بعد، فحاول الإيقاع بينه وبين الأمبراطور، ونجح في [6] ذلك.
* انتهز مسعود سلطان سلاجقة الروم فرصة تواجد الأمبراطور يوحنا بعيداً عن الأمبراطورية، وإنشغاله بأمر الصليبيين وعماد الدين زنكي فقام بمهاجمة مدينة أذنة، ولا شك بأن مثل هذه الأنباء قد أزعجت الأمبراطور لأنه خرج بجيشه من أجل العمل على ضَّم أنطاكية إلى أملاك بيزنطية، لا من أجل فقدان بعض أملاك الأمبراطورية، مما حمله على فك الحصار وشرع في العودة إلى بلاده لحمايتها من السلاجقة [7].

* اتبع عماد الدين زنكي خطة عسكرية ذكية يمكن أن نطلق عليها الحرب النفسية إذا جازت هذه التسمية في ذلك الوقت. ذلك أنه راسل المتحالفين وهم في مواقعهم الحصينة عند مدينة شيزر يقول
لهم: إنكم قد تحصنتم مني بهذه الجبال فاخرجوا عنها إلى الصحراء حتى نلتقي، فإن ظفرتم أخذتم شيزر، وإن ظفرنا بكم أرحت المسلمين [8] من شركم وكادت

[1] أسرة بني منقذ ص 163.
[2] زبدة حلب (2/ 268) الباهر ص 56.
[3] الباهر ص 56 عماد الدين زنكي ص 147.
[4] زبدة حلب (2/ 268) عماد الدين زنكي ص 147.
[5] الباهر ص 56 عماد الدين زنكي ص 147.
[6] تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام ص 145.
[7] المصدر نفسه ص 145.
[8] المصدر نفسه ص 145.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست