responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 129
الخطة تنجح حين أشار الصليبيون على الأمبراطور بالنزول إليه وقتاله ولكن يوحنا خشي مغبَّة ذلك وأجاب: أتظنون أنه ليس من العسكر إلا ما ترون؟ وإنما يريد أنكم تلقونه فيجيء إليه من نجدات المسلمين مالا حّدله عليه وفي نفس الوقت كان يراسل صليبي الشام يحَّذرهم من أمبراطور الروم ويعلمهم أنه إذا استولى على حصن واحد في الشام أخذ البلاد التي بأيديهم منهم، ويرسل من جهة أخرى إلى الأمبراطور يخَّوفه من أن الصليبيين في بلاد الشام خائفون منه، فلو فارق مكانه لتخلوا عنه، فاستنفر كل طرف من الطرف الآخر وسادت الشكوك بينهما، وكان قد بلغ الأمبراطور أن قرا أرسلان بن داوود الأرتقي قد عبر الفرات في جموع عظيمة في طريقه إلى شيزر، مما كان له دافعاً له على فك الحصار عدم قيام الصليبيين بواجباتهم العسكرية وانصرافهم عن مساندة الإمبراطور [1].
5 - النتائج التي أسفرت عن فشل حملة المسيحيين: إن أهم النتائج التي أسفرت عن فشل حملة المسيحيين هذه، هي تدهور العلاقات بين البيزنطيين والصليبيين، وعدم استطاعتهم القيام بعمل سريع ضد نشاط زنكي في المنطقة في السنين التالية وفي الأيام التي أعقبت إنسحاب المتحالفين، استطاع صلاح الدين الياغسياني حاجب زنكي، أن يستولي على كفرطاب بعد أن بلغه هروب الصليبيين
منها [2]. كما سار زنكي إلى حصن عرقة، فحاصره وفتحه عنوة، وأسر من فيه من الصليبيين، ثم أمر بتخريبه [3]. وما لبث أن اتجه في مطلع العام التالي 533هـ إلى حصن بزاعة، فاجتاحه عنوة وقتل معظم من فيه من قوات الصليبيين والروم، ثم حاصر الأثارب، وتمكن من فتحها - في صفر - وقفل عائداً إلى الموصل [4] وأنهمك زنكي، في الفترة التالية، بالعمل على اتمام خطته بتوحيد الجبهة الإسلامية، كي يكون أكثر قدرة على مجابهة الصليبيين وقام عام 533هـ بعد مناورات وعمليات عسكرية وسياسية، في بعض جهات الجزيرة مستهدفاً ضمهاً لإمارته [5]، ثم عاد ليستأنف السعي من أجل تحقيق هدفه القديم بالاستيلاء على دمشق وتوحيد الجبهة الشامية، فاتجه إليها في أواخر العام نفسه، وفرض حصاراً شديداً عليها كاد أن يسقطها في يديه، لولا استنجاد أمرائها بصليبي بيت المقدس، واستجابة هؤلاء لهم، رغبة منهم في القضاء على الخطر المشترك الذي يمثله وجود زنكي في المنطقة، الأمر

[1] الباهر ص 56 عماد الدين زنكي ص 147.
[2] زبدة حلب (2/ 268) عماد الدين زنكي ص 148.
[3] الباهر ص 57 عماد الدين زنكي ص 148.
[4] مفرج الكروب (1/ 83) عماد الدين زنكي ص 148.
[5] عماد الدين زنكي ص 148.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 129
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست