responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 127
زنكي، فقد قال عن جهوده وأعماله .. إن شغلاً واحداً يقوم فيه كمال الدين خير من مائة ألف دينار [1] هذا وقد أرسل عماد الدين إلى سلاجقة الروم يشير عليهم بالاغارة على المواضع البيزنطية في آسيا الصغرى حتى ينصرف البيزنطيون عن القتال هناك [2]، وصدق حدس الأمبراطور عندما وردته أخبار مفادها قدوم أرسلان بن داود ومعه عساكر بلغ تعدادها عشرين ألف فارس لنجدة شيزر [3].
* سهام الحيلة والدهاء يطلقها عماد الدين زنكي: أدرك زنكي كنه العلاقة بين الأمبراطور والفرنجة فلجأ إلى اعتماد أسلوب الحيلة والخداع لتعميق الخلاف بينهما فراح يراسل افرنج الشام ويحذرهم من ملك الروم، ويحملهم أنه أن ملك بالشام حصناً واحداً أخذ البلاد التي بأيديهم منهم، وكان يراسل ملك الروم يتهدده ويوهمه بأن الفرنج معه. فسادت الشكوك بين الطرفين المسيحيين [4] سيما وأن أميري الرها وأنطاكية لم يسعيا إلى التعاون الجاد مع الإمبراطور، فضلاً عن اشتداد المنافسة بينهم، وتخوف ريموند من انتصار الروم، وبالتالي تنفيذ الاتفاقية التي وقعها معهم، والتي تجعله يقف وجهاً لوجه أمام قوات المسلمين بعيداً عن أنطاكية ولم يرغب أمير الرها - هو الآخر - في أن يكون منافسه ريموند قريباً منه في حلب، في حالة انتصار المتحالفين وتنفيذ بنود الاتفاقية المعقودة بينهم، وقد عرقلت هذه العوامل جميعاً توحيد الجهود لفتح شيزر [5]. ووردت أنباء إلى أن أمير حصن كيفا الأرتقي أرسل ابنه على رأس جيش كبير من التركمان [6] وأن قوات دمشق تحركت لمساعدة زنكي [7].

ج- فك الحصار عن شيزر: إزاء هذا وذاك رأى الإمبراطور أن الإنسحاب أصبح أمراً محتماً فانهى حصاره لشيزر في التاسع من رمضان (532هـ)، بعد أن عرض عليه أميرها مبلغاً من المال [8].
وقال له: أيها الملك أن الفرنج خدعوك إذ دفعوك إلى محاصرة هذا الموضع، بينما نحن لم نسيء إلى أحد قط ولم نضايق المسيحيين، فأستجاب الإمبراطور بسبب الضغوط الخارجة عن يده وأعلن الإنسحاب وبادر بنو منقذ بإرسال هدايا إليه قوامها آنيه كنيسة من الذهب والفضة وصلبان من الذهب مرصعة بالياقوت، وهي بقايا الغنائم التي

[1] الباهر ص 63 نقلاً عن دور الفقهاء والعلماء المسلمين ص 112.
[2] تاريخ الحروب الصليبية رنسيمان (2/ 346).
[3] أسرة بني منقذ ص 161.
[4] الباهر ص 56 عماد الدين زنكي ص 146.
[5] محاضرات عن الحروب الصليبية، صالح أحمد العلي ص 235.
[6] زبدة حلب (2/ 8268).
[7] ذيل تاريخ دمشق ص 266 عماد الدين زنكي ص 147.
[8] عماد الدين زنكي ص 147.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 127
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست