responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 858
ك- أسلوب الاستدلا بمسلمات الخصم: وقد استخدم العلماء في هذه الفترة هذا الأسلوب في جهودهم الدعوية الموجهة إلى النصارى خاصة في نفي الألوهية عن المسيح والدلالة على نبّوة محمد صلى الله عليه وسلم ومن ذلك مثلاً ما أورده المتطبب من نصوص الإنجيل الدالة على بشرية المسيح وعدم الألوهية التي يدعونها فيه ومنها قوله عن نفسه: من عند الله أرسلت معلماً. وقوله لأصحابه: أخرجوا بنا من هذه المدينة، فإن النبيّ لا يلح في مدينته وأقاربه، وأخبر الإنجيل كذلك أن امرأة رأت المسيح فقالت له: أنت النبي الذي كنا ننتظر مجيئه؟ فقال لها المسيح: صدقت طوبى لك أيتها المرأة [1]، وقد علق المتطبب على بعض النصوص الكثيرة التي أوردها من الإنجيل مبيناً دلالتها على عبودية المسيح وأنه مربوب مبعوث من عند الله لا يستطيع أن يفعل شيئاً إلا بإذنه سبحانه وتعالى [2]. ومما استدل به القرطبي على صحة نبوّة محمد صلى الله عليه وسلم من كتب النصارى ما ساقه من البشارات به صلى الله عليه وسلم ومن ذلك ما ورد في سفر التثنية وهو قول الله سبحانه: جاء الله من سيناء، وأشرق من ساعير، واستعلن من جبال فاران ومعه جماعة من الصالحين [3]. حيث شرح ذلك القرطبي مبيناً أن مجيئه من جبل سيناء أن الله أنزل فيه التوراة دلكم عليه موسى، وإشراقه من جبل ساعير أن دين المسيح إنما أشرق من جبال ساعير قرب القدس، واستعلاؤه من جبال فاران أن الله تعالى بعث فيها محمد صلى الله عليه وسلم وأوحى إليه فيهما. ولاختلاف أن فاران هي مكة، وقد قال في التوراة: إن الله أسكن هاجر وابنها إسماعيل فاران (4)

[1] دعوة المسلمين للنصارى (2/ 517).
[2] الكتاب المقدس، العهد القديم، الإصحاح (33/ 1 - 3).
[3] دعوة المسلمين للنصارى (2/ 518).
(4) الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام ص 265 ..
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 858
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست