اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 811
ومن اهتمام بعض علماء عصر الحروب الصليبية لهذا الأمر: قول القرطبي في تفسير قوله تعالى: "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً" (النساء، آية: 36) أجمع العلماء على أن هذه الآية من المحكم المتفق عليه، ليس منها شيء منسوخ وكذلك هي في جميع الكتب، ولو لم يكن كذلك لعرف ذلك من جهة العقل وتصفيتها من شوائب الرياء وغيره [1] قال تعالى: "قل إنما أنا بشر مثلكم يُوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً" (الكهف، آية: 110).
ج- بيان أن الشرك محبط للعمل: ففي تفسير قوله تعالى: "لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكوننَّ من الخاسرين" (الزمر، آية: 65) قال القرطبي: لئن أشركت يا محمد ليحبطن عملك وهو خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة وقيل: الخطاب له والمراد أمته ... والإحباط الإبطال والفساد [2].
ج- بيان أن الشرك أعظم الذنوب وأن الله لا يغفره. قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: "إن الله لا يغفر أن يُشرك به" (النساء، آية: 116) هذا من المحكم المتفق عليه الذي لا اختلاف فيه بين الأمة [3] وفي تفسير قوله تعالى: "ومن يُشرك بالله فقد افترى إثماً عظيما" (النساء، آية: 48) بين البغوي أن الشرك موجب للنار حيث أورد حديث جابر رضي الله عنه قال: أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله ما الموجبتان؟ قال: من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة ومن مات يشرك بالله دخل النار [4]. [1] دعوة المسلمين للنصارى في عصر الحروب الصليبية (1/ 349). [2] الجامع لأحكام القرآن (8/ 180). [3] المصدر نفسه (3/ 159). [4] مسلم، كتاب الإيمان رقم 93.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 811