responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 554
5 - جهل الفرنجة بجغرافية البلاد الإسلامية: ومن الأسباب في هزيمة الصليبيين جهلهم بجغرافية البلاد المصرية، وطبيعة الطرق التي اتخذوها للوصول إلى القاهرة بعد احتلالهم لمدينة دمياط، فقد ارتكبوا نفس الخطأ الذي وقعت فيه حملة جان دي برين منذ ثلاثين سنة، إذا استخدم نفس الطريق المائي الوعر الذي استخدمه جان برين من قبله، أي الطريق من دمياط إلى القاهرة ماراً بالمنصورة، فبنها وكان هذا الطريق يعترضه قنوات وترع تتفرع عن الفرع الشرقي للنيل هي أشبه بشبكة الصائد وتصلح أن تكون أفخاخاً للإيقاع بالجيش الفاتح، وغير ذلك، فإنه يمر بعدد من مراكز الدفاع القوية التي يمكن للقوات المصرية استغلالها ضد الفرنج [1] وإن المصير الذي آلت إليه حملة لويس التاسع ومن قبلها حملة جان دي برين لهو دليل كاف على صحة ما نقول، فلم يستولى قائد الحملة الصليبية الخامسة على دمياط إلا بعد حصار دام زهاء 17شهراً، وعندما تقدم داخل الدلتا كانت قواته قد أنهكت بعد هذا الحصار الطويل، وقد توقفت أمام بحر أشموم حيث كان يعسكر قبالته من الناحية الأخرى وأحسوا بخيبة الأمل عندما تبينوا أن الأرض التي كانت تفصل بينهم وبين قاعدتهم في دمياط قد غمرتهم مياه الفيضان، إذ كان النيل في ازدياد واستغل - المسلمون - هذه الفرصة وقطعوا السدود، فأسرع الفرنج بالتراجع صوب دمياط، لكن المياه كانت تحيط بهم من كل جانب، وتعقبهم المسلمون بشده، ولكي ينج الصليبيون بأنفسهم من المجاعة أو الغرق، اضطروا إلى طلب فتح باب المفاوضات وقد سمح لهم السلطان بالرحيل بعد أن أخلوا دمياط [2].

[1] العدوان الصليبي على مصر د. جوزيف نسيم ص 241.
[2] العدوان الصليبي على مصر ص 242.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 554
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست