اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 519
وعندما خرجت الحملة من إيجسمورت أسند لويس التاسع قيادة الأسطول إلى الجنوبيين لخبرتهم في شؤون الملاحة، وتقدم الأسطول السفينة التي تحمل عمل القديس دنيس شعار فرنسا، ورست الحملة في ميناء ليماسول جنوب قبرص في السابع عشر من سبتمبر عام 1248م وفي الوقت نفسه أبحر بعض الصليبيين ومن بينهم مؤرخ الحملة جوانفيل من مرسيليا في سبتمبر من العام نفسه ولحقوا بإخوانهم في قبرص بعد رحلة شاقة وفي قبرص تناقش الصليبيون في تحديد وجهة الحملة وبعد دراسة مستفيضة تقرر أن تكون مصر هدف الحملة بسبب ما أدركه الصليبيون من أهمية مصر لقوتها وثروتها وقيامها بالدفاع عن الأراضي المقدسة [1] وأمضت الحملة في قبرص حوالي ثمانية أشهر (سبتمبر 1248م - مايو 1249م رغم رغبة الملك في التقدم بسرعة نحو مصر ولكنه نزل عن رغبته لنصيحة قواده الذين آثروا الانتظار حتى يلحق بالحملة بقية الجيش الذي لم يصل بعد إلى قبرص، وقد عاد التأخير بالفائدة على القيادة الإسلامية في مصر لأنها سارعت بالاستعداد لمواجهة الحملة [2] وأثناء وجود قوات الحملة السابعة في قبرص حدثت تطورات غاية في الأهمية أثرت على مجريات الحملة فيما بعد ومن هذه التطورات.
1 - الأخبار التي وصلت إلى مصر معلمة بأخبار الحملة الصليبية السابعة وقد كان ذلك عن طريق الإمبراطور فريدريك تحذر الصالح أيوب من هذه الحملة، حيث يقول فريدريك: إنه وصل "ريد فرانسس" - لويسع التاسع - في خلق كثير، وقد اجتهدت غاية الاجتهاد على رده عن قصده وخوفته فلم يرجع لقولي فكن على حذر منه [3]. [1] تاريخ الحروب الصليبية د. محمود سعيد ص 308. [2] المصدر نفسه ص 308. [3] دراسات في تاريخ الأيوبيين والمماليك، جبران والعبادي ص 210.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 519