اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 514
ومن الأهمية بمكان، دراسة دوافع الملك لويسع التاسع الفرنسي في مشاركته للمشروع الصليبي، ويلاحظ أن مؤرخ سيرته جان دي جوانفيل، قد أضفى عليه طابعاً دينياً على نحو فعل العديد من الباحثين يتصورون ذلك الجانب في الملك الفرنسي المذكور، وجاء المؤرخون الفرنسيون المحدثون ليعمقوا الفكرة بشأن القديس لويس، فهل صفة القداسة التي ارتبطت بلويس التاسع تعني أننا أمام قائد صليبي يحركه الدين في المقام الأول؟ خاصة أنه الملك الوحيد من بين الذين شاركوا في دعم الحركة الصليبية من بين ملوك أوروبا من وصف بالقداسة، ونجد له - على ذلك - مادة مستقلة في الدراسات الخاصة بمعاجم القدسين [1]؟ وفي تصور المؤرخ الدكتور محمد مؤنس عوض: أن ذلك الملك الفرنسي من التجني على الموضوعية التاريخية الواجبة أن نتعامل معه مع الرؤية الجوانقيلية التي صيغت في القرن الثالث عشر الميلادي/السابع الهجري والمنطق يدعونا إلى تصور البواعث الحقيقية المحركة لذلك الملك الفرنسي، وفي هذا النطاق نعرف أن لويس التاسع أراد تدعيم نفوذ آل كابيه الفرنسية فيما وراء البحر لدى ذلك الملك رؤية اقتصادية لتكوين مستعمرات فرنسية جديدة في النطاق البحر المتوسط كذلك لا تغفل رغبته في زعامة أوروبا للمشروع الصليبي في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الميلادي/السابع الهجري، ولا تغفل زاوية أخرى على جانبها الكبير من الأهمية في صورة رغبة ذلك الملك الداهية الذي اتشح بثياب الدين في تكوين حلف مغولي/صليبي ضد المسلمين [2]. [1] الحروب الصليبية العلاقات بين الشرق والغرب ص 306. [2] المصدر نفسه ص 306.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 514