responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 515
وهذا الموقف يكشف لنا كيف أن ذلك الملك الفرنسي اتبع أسلوباً جديداً في صنع التحالفات السياسية مع القوى الدولية حتى تلك الواقعة خارج النطاق الجغرافي الأوروبي من أجل تطويق المسلمين على نحو يكشف لنا مدى تنامي الحركة الصليبية ودخولها أطواراً جديدة، تعكس استعار العداء الأوروبي تجاه الإسلام وأهله والتفكير في أساليب جديدة للصراع، خاصة بعد أن فشلت العديد من الحملات الصليبية في تحقيق أهدافها، ولا ريب في أن ما أورده مؤرخ سيرته في هذا الصدد خير دليل يدعم ذلك التصور [1] ويتضح لنا بجلاء، أن لويس التاسع حركته عدة دوافع مجتمعه كل منها له شأنه في الصراع الإسلامي - الصليبي حينذاك أما اتجاه المؤرخين الأوروبيين ولاسيما الفرنسيين على نحو خاص - لإضفاء طابع المجد حول ذلك الملك الفرنسي على نحو خاص، فكان الهدف منه خلق نموذج للبطولة الأوروبية في المرحلة القروسطية لتعميق فكرة الحروب الصليبية والتضحية من أجل المسيحية حتى في عصرنا الحالي وقد ساهم الجانب الدعائي على نحو كبير في جعل ذلك الملك وكأنه أسطورة أوروبية، وقد بدأ ذلك الجانب منذ جان دي جوانقيل، وحتى الآن على الرغم من أن انجازاته في عالمي الحرب والسياسة لا تضمن له البتة، ذلك المستوى الرفيع الذي صورته به أقلام الغرب [2] الأوروبي.

[1] المصدر نفسه ص 306.
[2] الحروب الصليبية العلاقات بين الشرق والغرب ص 307.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 515
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست