اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 408
المبحث الرابع: الحملة الصليبية السادسة:
لم تحقق الحملة الخامسة التي قادها الملك جان برين هدفها، وانتهت بمعاهدة صلح وقعها الملك الكامل وقادة الصليبيين عام 618هـ/1221م إلا أن نتائج الحملة لم تطمئن الملك جان دي برين، ولم تصرفه عن محاولات احتلال بيت المقدس فذهب بنفسه عام 619هـ/1222م إلى إيطاليا لمقابلة البابا، ليشرح له ما آلت إليه أوضاع الفرنجة من سوء في بلاد الشام بعد فشل الحملة السابقة كذلك التقى الإمبراطور فردريك الثاني، وحثه على القيام بحملة جديدة على الشرق (الحملة السادسة) تنقذ موقف الصليبيين المتدهور [1]، ثم زار فرنسا وإسبانيا لإثارة حماس مليكهما للمساهمة في تخليص بيت المقدس من المسلمين وقد تحسنت مكانة الملك الكامل بعد خروج الصليبيين من دمياط عام 618هـ/1221م واكتسب احترام العالم الإسلامي، وفرض سلطانه على الممالك الأيوبية، وتوقع أن يسير الأمراء والملوك الأيوبيون في فلكه، وأن يؤيدوا سياسته ومشاريعه المستقبلية، غير أن أخاه الملك المعظم حاول الخروج على طاعته، وتطلع لتوسيع أملاكه، فهاجم حماه واستولى على بعض أعمالها [2]، فأمره الملك الكامل بوقف العمليات العسكرية، ضد حماة، فامتثل الملك المعظم لتعليمات أخيه، وكظم غيظه [3]، إلا أن التوتر بين الملك المعظم وأخويه الكامل والأشرف استمر إذ اعتقد الملك المعظم أن أخويه السابقين تمالا عليه، وترجم ذلك إلى خلاف شديد، عندما عاد الملك الأشرف من مصر إلى خلاط ماراً بدمشق ولم يقبل ضيافة أخيه الملك المعظم، ونزل في سرادق والده (4) [1] الحركة الصليبية (2/ 994) القدس بين أطماع ص 272. [2] مفرج الكروب (4/ 129) القدس بين أطماع ص 272. [3] السلوك (1/ 250) القدس بين أطماع ص 272.
(4) النجوم الزاهرة نقلاً عن القدس بين أطماع ص 273 ..
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 408