اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 409
وسعى الملك المعظم إلى إضعاف شوكة أخويه الكامل والأشرف، فدعم التمرد الذي قام به أخوه شهاب الدين على أخيه الملك الأشرف في خلاط، إلا أن الأخير نجح في احتواء التمرد، كذلك نجح الملك الكامل في عزل أخيه الملك المعظم عن سائر الأمراء الأيوبيين، ولما شعر المعظم بالخطر الذي يتهدده اتصل بخوارزم شاه لدعمه، فأعانه على أخيه الملك الأشرف موسى، ووعده بأن تكون له الخطبة والسكة في دمشق [1]، وأقام الملك المعظم حلفاً مع صاحب إربل، وأرسل ولده الملك الناصر داود ليكون رهينة [2] لديه دلالة على صدقه وأحس الملك الأشرف بخطر الدولة الخوارزمية الذي باتت تهدد الممالك الأيوبية قاطبةً، إذ أصبحت أملاكها تجاور أملاك الأيوبيين، فهرع الأشرف عام 623هـ/1226م إلى أخيه المعظم طالباً منه العمل بسرعة لتوحيد جبهة البيت الأيوبي، أمام الخطر الخوارزمي [3]، فاستغل الأخير الفرصة وتمكن من إجباره على التعهد بمساعدته في الاستيلاء على حمص وحماه ومهاجمة الملك الكامل في مصر، ولكن الأشرف ما كاد يفلت من يد أخيه المعظم حتى "رجع عن جميع ما تقرر بينه وبين أخيه المعظم وتأول في إيمانه التي حلفها أنه كان مكرها عليها، وأكد تحالفه مع الكامل وأخبره بكل ما حدث [4]. أدرك الملك الكامل الخطر الذي يتهدده من تحالف أخيه المعظم من خوارزم شاه، فكان أن رد على ذلك، بأن استعان بالإمبراطور فردريك الثاني، وأرسل له الأمير فخر الدين يوسف وتعهد له بمنحه بيت المقدس، وجميع فتوحات صلاح الدين بساحل الشام [5]، ليشغل سر أخيه المعظم ([6])، [1] المصدر نفسه ص 273. [2] القدس بين أطماع الصليبيين وتفريط الملك الكامل ص 273. [3] المختصر (3/ 135). [4] القدس بين أطماع الصليبيين ص 274. [5] المصدر نفسه ص 274. [6] مفرج الكروب (4/ 234) ..
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 409