اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 347
و استحييتُ من الله أن أعارض شرعه بحظ نفسي: قال: ومات مملوك من مماليكي، وترك ولداً ليس يكون في الناس بتلك البلاد أحسن بشباباً ولا أحلى شكلاً منه، فأحببته وقربته وكان من لا يفهم أمري يتهمني به، فاتفَّق أنه عدا على إنسان فضربه حتى قتله، فاشتكى عليه أولياء المقتول، فقلت أثبتوا أنه قتله، فأثبتوا ذلك، وحاجفت عنه مماليكي، وأرادوا إرضاءهم بعشر ديات، فلم يقبلوا، ووقفوا لي في الطريق وقالوا: قد أثبتنا أنه قتله، فقلت: خُذوه فتسلموه فأخذوه فقتلوه، ولو طلبوا مني مُلكي فِداءً لدفعته إليهم ولكنني استحييت من الله تعالى أن أَعارض شرعه بحظَّ نفسي [1].
ك- اهتمامه بالحديث والتفسير والفقه: لما ملك دمشق في سنة ستَّ وعشرين وستمائة نادى مناديه بها أن لا يشتغل أحدٌ من الفقهاء بشيء من العلوم سوى الحديث والتفسير والفقه ومن اشتغل في المنطق وعلوم الأوائل نُفي من البلد، وكان البلد به في غاية الأمن والعدل وكثرة الصدقات والخيرات، وكانت القلعة لا تُغلق في ليالي رمضان كلَّها وصُحونُ الحَلاوات خارجة منها إلى الجامع والخوانق والرُّبط والصالحية، إلى الصالحين والفقراء والرّؤساء وغيرهم وكان أكثر جلوسه بمسجد أبي الدرداء الذي حدَّده وزخرفه بالقلعة [2]. [1] المصدر نفسه (17/ 233). [2] البداية والنهاية (17/ 234).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 347