responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 348
هـ- خاتمة حسنة: اشتد مرض الملك الأشرف في أول سنة 635هـ وأخذت قواه في الضعف والإنحلال بسبب ماتواتر عليه من الاستفراغ فحكى أنه اشتهى لحم عجل فأحضر إليه وتناول منه مقداراً لم تف قواته الهاضمة بهضمه وكان هذا في آخر مرضه وأسرف به القيام، ووقع اليأس منه [1] واختلفت عليه الأدواء حتى كان الجرائحيُّ يُخرج العظام من رأسه وهو يُسَبَّحُ الله عز وجل، فلما كان آخر السنة تزايد به المرضى واعتراه إسهال مفرط، فخارت قوته، فشرع في التَّهيوُّءِ للقاء الله تعالى، فأعتق مائتي غلام وجاريه، ووقف دار فرُّخشاه التي يقال لها: دار السعادة وبستانه بالنيَّرْب على ابنته وتصِدق بأموال جزيلة، وأحضر له كفناً كان قد أعدَّه من ملابس الفقراء والمشايخ الذين لقيهم من الصالحين [2] وكان في مرضه قد أقبل على الابتهال إلى الله تعالى والاستغفار من ذنوبه وخطياه وأكثر من ذكر الله تعالى والإلتجاء إليه ولم يزل هذه حاله [3] إلى أن توفي تائباً من ذنبه مستغفراً لما سلف من ذنوبه وكان آخر كلامه: لا إله إلا الله [4] ولما توفي رآه بعضهم في المنام وعليه ثيابُ خُضرٌ، وهو يطير مع جماعة من الصالحين، فقالوا له: ما هذا وقد كنت تعاني الشَّراب في الدنيا؟ فقال: ذاك البدن الذي كنا نفعل به ذاك عندكم في الدنيا، وهذه الروح التي كنا نُحبُّ بها هؤلاء فهي معهم [5] وعلق كثير على ذلك فقال: صدق رحمه الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المرء مع من أحبَّ [6].

[1] مفرج الكروب (5/ 137).
[2] البداية والنهاية (17/ 231).
[3] مفرج الكروب (5/ 144).
[4] سير أعلام النبلاء (22/ 127).
[5] البداية والنهاية (17/ 234).
[6] البخاري رقم 6168 مسلم رقم 2640.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 348
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست