responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 346
س- أين الحياء والكرم والمروءة؟ قال ابن كثير: وكان من أعفَّ الناس وأحسنهم سيرة وسريرة، لا يعرف غير نسائه وجواريه مع أنه كان يعُاني الشراب، وهذا من أعجب الأمور [1] وحكى السَّبط عنه قال: كنت يوماً بهذه المنظرة من خلاط إذ دخل الخادم فقال: بالباب امرأة تستأذن: فدخَلت فإذا صورة لم أرَ أحسن منها، وإذا هي ابنة الملكِ الذي كان بخِلاط قبلى، فذكرت أن الحاجب عليَّا قد استحوذ على قرية لها، وأنها قد احتاجت إلى بيوت الكراءِ، وأنها تتقَّوتُ من عمل النّقُوش للنَساءِ فأمرت بردَّ ضَيعتها إليها وأمرت لها بدار تسكُنُها وقد كنت قمت لها حين دخلت وأجلستها بين يدي، وأمرتها بستر وجهها حين أسفرت عنه ومعها عجوز، فحين قضيت شُغلها قلت لها: انهضي على اسم الله تعالى فقالت العجوز: يا خَوَنْدُ، إنما جاءت لتحظى بخدمتك هذه الليلة، فقلت: معاذ الله لا يكون هذا واستحضرت في ذهني ابنتي ربما يصيبها نظير ما أصاب هذه فقامت وهي تقول: سترك الله مثل ما سترتني وقلت لها: مهما كان لك من حاجة فأنهيها إليَّ أقضيها لك، فدعت لي وانصرفت، فقالت لي نفسي: ففي الحلال مندوحة عن الحرام، فتَزَوَّجْها، فقلت: والله لا كان هذا أبداً، أين الحياء والكرمُ والمروءة ([2]

[1] البداية والنهاية (17/ 232).
[2] المصدر نفسه (17/ 233).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 346
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست