اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 147
وقد يرد البعض بأن يعد تحميلاً للأمور أكثر مما تحتمل على اعتبار أن الكيان السياسي الضعيف لا يشارك في صنع التاريخ، وأن القوة الفاعلة حينذاك كان لدى الغرب الأوروبي غير أن من الممكن الرد على أصحاب ذلك التوجه على اعتبار أن قوة الغرب الغرب الأوروبي ما كان لها مجال حيوي تتوسع فيه اقتصادياً وسياسياً وكنسياً إلا على أطلال ذلك الجسد الإمبراطوري المريض في صورة الإمبراطورية البيزنطية وهكذا صدقت تلك المقولة التي قالها يوماً أيوستاشيوس السالونيكي ومفادها أن الغرب الأوروبي يعتقدون أن ذلك العالم ليس كبيراً على نحو كاف لكي يتسع لهم ولنا "أي البيزنطيين" ولذلك كان الإجهاز على بيزنطة يمثل تلك الصورة السالفة الذكر [1].
8 - نتائج الحملة الصليبية الرابعة: كان للحملة الصليبية الرابعة نتائج عديدة منها:
أ- كان للحملة الرابعة تأثير بالغ على مسار المشروع الصليبي بأكمله ويكفي أنه نتج عنه سقوط القسطنطينية لأول مرة في تاريخها منذ أن شيدها قسطنطين الكبير وافتتحها عام 330م وبالتالي فقد أدت الحملة الصليبية الرابعة إلى تغيير خريطة التوزيعات السياسية لشرق أوروبا إلى حد كبير وأزالت السيادة البيزنطية قسمتها إلى عدة مناطق وأعادت تركيب المنطقة على أساس المصالح الاقتصادية، والسياسية الجديدة.
ب- إن تلك الحملة جعلت الكثيرين من الصليبيين في بلاد الشام يقدمون إلى الإمبراطورية اللاتينية في القسطنطينية، بحثاً عن غنائم لهم على نحو أضعف الكيان الصليبي في بلاد الشام [2].
ج- ظهر العامل الاقتصادي ليمثل عنصراً مؤثراً في تلك المرحلة، ولا ريب في أن الدور البندقي الفعال والتنافس مع الإمبراطورية البيزنطية حسم لصالح البندقية [3]. [1] الحروب الصليبية العلاقات بين المشرق والمغرب ص 273. [2] المصدر نفسه ص 273. [3] المصدر نفسه ص 273.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 147