اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 146
إن طوال القرن الثاني عشر الميلادي/السادس الهجري وقعت عدة شواهد دالة على حجم الأطماع اللاتينية، في تلك الإمبراطورية التي توهمت أن من الممكن مسالمة الغرب اللاتيني وأن بإمكانه إعادة أملاكها التي سيطر عليها السلاجقة وتصورت أن لعبة توازن القوى ستظل تلعبها بكفاءة تامة غير أن الأيام أثبتت عكس ذلك تماماً، وقد افتقد الأباطرة البيزنطيون على مدى ذلك القرن المذكور أية خطة استراتيجية عامة لدعم دفاعات إمبراطوريتهم، على نحو يمكنهم من مواجهة الخطر الخارجي كما ظل المنصب الإمبراطوري مطمعاً لكل طامع ومتمرد يرى أنه جدير بذلك المنصب، وكأننا أمام تاريخ مكرر وحصاد عشرات الأحداث، انقلابات، صراعات، واعتقالات، دونما تغير إلا في أسماء الأشخاص فقط القائمين على تلك الأدوار وواقع الأمر أن المؤرخين الذين تباكوا على المصير الدموي لتلك الإمبراطورية وهي تذبح بسكين الغرب الأوروبي عام 1204م/602هـ لم ينظروا إلى الأمور بنظرة موضوعية، لقد صنعت بيزنطة تاريخها أحيانا بقوة غير أنها الآن ضعفة بضعف كامل وهوان مرير، لقد ولى زمن الأباطرة الكبار مثل هرقل، وليو الثالث الأيسوري، وقسطنطين الخامس، وبازل الثاني، والآن لم يكن في جعبة بيزنطة في عصر هوانها إلا أباطرة صغار والأحداث كبار، وبعبارة أخرى؛ أباطرة يصحبونها إلى مثواها الأخير مع ملاحظات أن مقدمات ذلك التاريخ كانت بالغة الطول على مدى قرون عديدة، كما أفصحت بجلاء تلك الصفحات السابقة، ودل كل ذلك على حقيقة مهمة وهي المسؤولية البيزنطية عن كارثة العام المذكور (1)
(1) المصدر نفسه ص 272 ..
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 146