اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 148
س- إن النكبة التي نكبت بها الإمبراطورية البيزنطية عام 1204م/602هـ أدت إلى التمهيد - بصورة أو بأخرى - لحدوث الإنهيار النهائي لها على أيدي الأتراك العثمانيين عام 1453م/857هـ في عهد قسطنطين الحادي عشر (1449م - 1453م/853 - 857هـ) بقيادة السلطان محمد الفاتح، ونستطيع وصف مرحلة القرنين والنصف قرن بين التاريخين المذكورين بأنها مرحلة احتضار بيزنطي طويل الأجل انتهى بأن خرجت بيزنطة بعده من التاريخ بجدارة، مثلما دخلته من قبل بجدارة أيضاً [1] وأصبحت عاصمة الدولة العثمانية وعادت إلى مركز الريادة العالمي من جديد وساهمت في اشعاع نور الحضارة والعلم والمعرفة في أنحاء المعمورة.
ش- ومن نتائج سقوط القسطنطينية في العام المذكور أنفاً، قيام عدد من الدول والإمارات البيزنطية، ففي طربيزون قامت إمارة بيزنطية تنتسب إلى آل كومنين وقد مدت نفوذها ليشمل الشريط الساحلي للبحر الأسود من هرقلية حتى القوقاز، وفيما بعد امتد العمر بتِلك الإمارة حتى عام 1461م/866هـ [2] أي حتى بعد سقوط القلب البيزنطي السقوط الذي لا قيام من بعده، وفي أبيروس أقام ميخائيل أنجلو كومنينوس إمارة بيزنطية امتدت من ليبانتو حتى دورازوه كذلك قام تيودور لإسكارس الذي كان صهراً لا لكسيوس الثالث يجمع ما تبقى من الإستقراطية البيزنطية، وكبار رجال الكنيسة، وقام بترويج نفسه على أنه امبراطور الرومان وذلك عام 1206م/603هـ. أي بعد عامين فقط من سقوط القسطنطينية، بالإضافة إلى إمارات بيزنطية ثانوية في جابلاس في جزيرة رودس، وما نكافاس في فيلادلفيا [3]. [1] الحروب الصليبية العلاقات بين الشرق والغرب ص 274. [2] تاريخ الدولة البيزنطية ص 211 - 212 عمر كمال توفيق. [3] الحروب الصليبية العلاقات بني الشرق والغرب ص 274.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 148