اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 125
وبصفة عامة عد الصراع حول الإيقونات مرحلة مؤثرة في زيادة الهوة بين الطرفين البيزنطي واللاتيني [1].
3 - البابوية توجه لطمة قوية للإمبراطورية البيزنطية:
وجهت البابوية لطمة قوية للإمبراطورية البيزنطية من خلال اتجه البابا ليو الثالث [2] (795 - 816 - 201هـ) إلى تتويج شارلمان (768 - 813م/105 - 198م) امبراطوراً في عام 800م/184هـ في كنيسة القديس بطرس في روما وكان ذلك يعني ظهور امبراطور في الغرب الأوروبي ينافس الإمبراطور البيزنطي، وأرادت البابوية، ممارسة لعبة توازن القوى بين الإمبراطورين، غير أن الإمبراطورية البيزنطية لم تكن لتعترف بذلك الإمبراطور الجديد، ولم يكن لإمبراطور القسطنطينية أن يقبل بكونه نصف إمبراطور ومن المؤكد أن البابوية بتتويجها شارلمان امبراطورا؛ قطعت آخر الخيوط التي تربطها بالإمبراطورية البيزنطية، ويعلق أحد المؤرخين على الموقف قائلاً: لا شك في أن تتويج شارلمان كان طعنة نجلاء، صوبتها البابوية إلى الأباطرة الرومانية من جهة وينظرون إلى كل الفرنجة على أنهم برابرة، لا أكثر من جهة ثانية، ولذا رفضت الحكومة الإمبراطورية في القسطنطينية الاعتراف بالإمبراطور الجديد (شارلمان)، وبدأ في نظرها مدعياً ومغتصباً بل "وتافهاً وسخيفاً" على حد قول باراكلاف، وفي نفس الوقت أصبح البابا في نظر البيزنطيين مجرد مواطن متمرد، وجاحد لأنه قام بتتويج شارلمان الفرنجي [3]. [1] الحروب الصليبية العلاقات بني الشرق والغرب ص 255. [2] الحروب الصليبيةة العلاقات بين الشرق والغربب ص 256. [3] العلاقات السياسية والكنيسة ص 328.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 125