responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 124
[2] - الصراع العقائدي بين الشرق البيزنطي والغرب اللاتيني:
لم تكن الهّوة الحضارية هي كل ما في الأمر، بل إن الصراع العقائدي، لعب دوراً بارزاً هو الآخر، من أجل تعميق التباعد بين الجانبين ولعل من الأحداث البارزة التي تجعلنا ندرك حجم الموقف التدهور بينهما، قطيعة فوشميوس عام 869م/268هـ ثم الانشقاق الأعظم 1054م/446هـ وقد أدت إلى نتائج بعيدة المدى في العلاقات بين الشرق البيزنطي والغرب اللاتيني، وقد وقعت القطيعتان المذكورتان بعد مقدمات لهما منها؛ نجد أنه في أواخر القرن السادس الميلادي تزايد الخلاف بين الجانبين عندما اتخذ بطريرك القسطنطينية لقب المسكوني، وبذلك أعطى لنفسه صفة العالمية، وهي صفة ارتبطت كنيسة روما بها على اعتبار أن مؤسسها هو القديس بطرس وأنها بالتالي سيدة الكنائس، وقد أظهر اعتراضه على ذلك بابا جريجوري الكبير الذي عمل من قبل عدة سنوات في القسطنطينية بوصفه وكيلاً للبابا قبل توليه منصبه البابوي، ولا ريب في أن ذلك يعكس لنا أن التنافس والصراع بين الكنيستين حول الزعامة العالمية له جذوره التاريخية الفاعلة [1]، زد على ذلك، أن القرن الثامن الميلادي/الثاني الهجري، شهد مرحلة مهمة من الخلاف بين الطرفين، وذلك من خلال السياسة التي أتبعها بعض أباطرة الأسرة الأيسورية (717 - 741م/99 - 124هـ) ومن بعده ابنه قسطنطين الخامس (741 - 775م -124 - 159هـ) وقد غضبت البابوية في الغرب وتمثل ذلك في البابا جريجوري الثاني 0715 - 731م/113هـ) [2]، الذي رأى في تلك السياسة البيزنطية نوعاً من التأثر باليهود والمسلمين [3] وقد اجتمع مجلس من الأساقفة في الغرب الأوروبي دعا إليه البابا المذكور، وصب ذلك المجلس اللعنة على الأباطرة الأيسوريين الذين حطموا الأيقونات ([4]

[1] العلاقات السياسية والكنيسة بين الشرق البيزنطي ص 326.
[2] الحروب الصليبية العلاقات بين الشرق والغرب ص 25.
[3] المصدر نفسه ص 255.
[4] معالم تاريخ الإمبراطورية البيزنطية ص 102 ..
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 124
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست