اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 110
وما فعله الخليفة العباسي من الحزن على ابنه بالصورة التي ذكرنها يتنافى مع الإسلام من إدامة المناحات في أقطار بغداد ليلاًونهاراً أياماً إلا وأظهرت الحزن الشديد ولم يسمع ببغداد مثل ذلك في قديم الزمان ولا حديثه، فمن آداب الإسلام في المصائب الصبر عليها لقوله صلى الله عليه وسلم: إنما الصبر عند الصدمة الأولى [1]. واحتساب المصيبة والصبر عليها؛ فينبغي أن يلتمس الأجر من الله تعالى من هذا الصبر، فيصبر ابتغاء موعود الله من الأجر والثواب ويصبر لأن أمره بالصبر، فقال عز وجل "واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور" (لقمان:17) ويتذكر أن فقد عزيزاً لديه، قول النبي صلى الله عليه وسلم: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيّه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة [2]، ومن الآداب أيضاً: الاسترجاع ودعاء المصيبة، فيقول المرء عند نزول المصيبة: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خير منها، فقد قال الله عز وجل " وبشر الصابرين الذين إذا أصبتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون أولئَك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون" (البقرة، آية:155 - 157). وقال صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها [3]. قالت أم سلمة: فلما مات أبو سلمة قلت: أي المسلمين خير من أبي سلمة؟ أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إني قلتها، فأخلف الله لي رسول الله (4) [1] البخاري رقم 1283. [2] البخاري رقم 4624. [3] مسلم رقم 918.
(4) المصدر نفسه رقم 918 ..
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 110