اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 109
ولما سمعت الملوك بموته جلسوا في العزاء لابسين شعار الحزن خدمة للخليفة، ورثته الشعراء، فأكثروا؛ فمن رثاه شرف الدين الحليَّ عندما عمل الملك الظاهر غازي - صاحب حلب - عزاءه بقصيدة مطلعها:
أكَذَا يُهدُّ النّيراتُ وَينَطفي ... ويردُّ بالنكبات شاردة الورى
أكذا تغيبُ النيّراتُ وَيَنطَفي ... ما كان من أنوارها متوقَّدا؟
إلى أن قال:
لو كنت بالشهباء يوم تواترت ... أنباؤها لرأيتَ يوما أسودا
يوماً تزاحمت الملائكة العُلَى ... فيه فعزَّ عن عليّ أحمدا
قصدت أميَر المؤمنين رزيهٌ ... عادتُ وقع سِهامِها أن تقصد
هي ضعفت شُمَّ الجبال وأخضعت ... من لم يكن لمذلةٍ متعوَّدا
شنَّت على حرم الخليفة غارة ... شعواءَ غادرت الفخار معَّردا
فسقى أبا حَسَنٍ ثراك ضائعٌ ... لك ليس تَبْرَحُ غاديات عُوَّدَا (1)
ورثاه القاضي كمال الدين بن النبيه المصري لما عمل الملك الأشرف ابن الملك العادل عزاءه بقصيدة مطلعها:
الناس للموت كخيل الطِراد ... فالسابقُ السابق منها الجواد
والله لا يدعو إلى داره ... إلا من استصلح من ذا العباد
والموت نقّاد على كَفَّهِ ... جواهر يختار منها الجياد
والمرء كالظَّلِ ولابد أن ... يزول ذاك الظلُّ بعد امتداد
لا تَصُلُح الأرواح إلا إذا ... سرى إلى الأجساد هذا الفساد
ومنها:
خليفة الله اصطبر واحتسب ... فما وهي البيت وأنت العماد
بالحلم والعلم بكم يُقتدى ... إذا دجا الخطبُ وضَلَّ الرَّشاد (2)
(1) مفرج الكروب (3/ 230).
(2) المصدر نفسه (3/ 232).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 109