تعالى أعلم بالصواب.
هذا فيما يتعلق بمفهوم الحكمة على الإطلاق, أما باعتبار خصوصيتها للمحتسب فهي: معيار ضابط للقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باعتبار حال المأمور والمنهي, والأسلوب المناسب له, في الوقت المناسب.
فليس كل الناس يصلح لهم أسلوب واحد في الاحتساب, وليست جميع المنكرات يصلح لها الاحتساب نفسه في الوقت نفسه, هذا التفاوت يقتضي استخدام المعيار الضابط لذلك كله وهو الحكمة في جميع الأحوال بحيث يستخدم المحتسب الأسلوب المناسب للاحتساب مع من يناسب من الناس في الوقت المناسب.
"فليس من الحكمة استخدام أسلوب واحد في الأمر والنهي مع الكبير والصغير والرجل والمرأة والمثقف والجاهل والأمير والحقير والغضوب والهادئ بل لابد من تنويع أسلوب المخاطبة بما يناسب السن والثقافة والطبيعة النفسية والمركز الاجتماعي لكل فرد"1.
لأن الحكمة تعني الإصابة في الأقوال والأفعال ووضع كل شيء في موضعه2.
إذن هي لين في وقت اللين فحسب, وشدة في وقت الشدة فحسب3.
فهي تعني العلم والوعي وتقدير الموقف ثم التفاعل مع الحدث تفاعلا مثمرا4.
وهذا ما أشار إليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في رسالته
1-فقه الدعوة في إنكار المنكر ص 34 تأليف عبد الحميد البلالي , مراجعة المستشار سالم البهناوي- ن دار الدعوة- الكويت- ط/4"1411هـ-1991م". بتصرف يسير.
2- انظر الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى تأليف سعيد بن علي بن وهف القحطاني ص 27-ط"محرم1413هـ-1992م".
3-الحكمة في الدعوة إلى الله ص 33: د. زيد بن عبد الكريم الزيد- ن دار العاصمة- الرياض- ط"المحرم 1412هـ".
4-انظر المرجع السابق والموضع نفسه.