التي أرسلها إلى إخوانه من أهل سدير حيث قال:
" إن بعض أهل الدين ينكر منكرا وهو مصيب لكن يخطئ في تغليظ الأمر إلى شيء يوجب الفرقة بين الإخوان"1.
هذا التغليظ ناتج عن عدم انضباط معيار الحكمة في الاحتساب عند بعض الناس, ولقد وضع ابن القيم رحمه الله للحكمة ثلاثة أركان وأضداد فقال:
"الحكمة ثلاثة أركان هي: العلم والحلم والأناة وآفاتها وأضدادها: الجهل والطيش والعجلة, فلا حكمة لجاهل ولا طائش ولا عجول"2.
ومن حكمة المحتسب أن يجعل لاحتسابه أولويات أساسية يقدم بعضها على بعض حسب الأهمية.
"وسلم الأوليات هذه يتطلب االبدء بأمور العقيدة وتقديم الكليات على الجزئيات"3.
وهذا نراه جليا في احتساب الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب حيث أعطى رحمه الله العقيدة جل اهتمامه في الاحتساب لما لها من الأولية والصدارة والأهمية في كيان الامة الإسلامية, ثم تدرج رحمه الله في الاحتساب بعدئذ إلى الجوانب الفقهية والسلوكية, مما يؤكد أنه رحمه الله كان في احتسابه على جانب كبير من الحكمة, وما ورد في رسالته الجوابية التي أرسلها لعبد الله بن محمد بن عبد اللطيف4 رداً على رسالته التي أغلظ فيها على الشيخ لما خالف رحمه الله
1-الرسائل الشخصية – الرسالة الرابعة والأربعون ص 296, والدرر السنية في الأجوبة النجدية 7/25.
2- مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين 2/480.
3- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ضوء كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ص 102 إعداد: أ. د سليمان بن عبد الرحمن الحقيل- ن دار الشبل- الرياض ط/3" 1413هـ-1993م".
4-لم أجد له ترجمة.