أدعى بالقبول1ا. هـ.
إذن على المحتسب أن يبادر للعلم والعمل معا بهمة عالية قبل شروعه في الاحتساب, فإن وجد في نفسه خللاً فلا يثنيه ذلك عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإنه من كيد الشيطان ليصده عن هذا الخير العظيم, إنما عليه المبادرة إلى إصلاح نفسه بالتوبة والاستغفار وفعل الطاعات والسير قدما في طريق الإصلاح الوعر بعزم الجبال, إصلاح نفسه وإصلاح الآخرين على حد السواء.
روى الخطيب البغدادي رحمه الله2 عن أبي برزة صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه مثل الفتيلة تضيء للناس وتحرق نفسها" 3.
وقد ورد في تقسيم الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ثمانية أصناف هي:
أولهم: أرباب القلوب والعزائم أخذاً بقوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ} 4 وهم المقصودون بقوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} 5 وهم الصابرون أخذا بقوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ
1-المنهل العذب المورد شرح سنن الإمام أبي داود 3/316 للإمام محمود محمد حطاب السبكي –ن المكتبة الإسلامية- ط/2"1394هـ-1974م".
2- هو: أحمد بن علي بن ثابت البغدادي, أبو بكر المعروف بالخطيب أحد الحفاظ المؤرخين, مولده في "غربة" بصيغة التصغير- منتصف الطريق بين الكوفة ومكة سنة " 392هـ-1002م" ومنشأه ووفاته ببغداد سنة "463هـ-1072م" " الأعلام 1/172 باختصار".
3-اقتضاء العلم والعمل ص 49 للخطيب البغدادي حققها محمد ناصر الدين الألباني- ن المكتب الإسلامي ط/5"1404هـ- 1984م", وصححه الألباني بالموضع نفسه هـ "71".
4-جزء من الآية 187 من سورة آل عمران.
5-جزء من الآية110 من سورة آل عمران.