الحمار برحاه فيجتمع أهل النار عليه فيقولون أي فلان ما شأنك, أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ قال كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن النكر وآتيه"1.
ففي الحديث دلالة على هول العقوبة التي تنتظر الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر إذا لم يعمل بعلمه والله أعلم.
وقد نقل الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله قول أحد أهل العلم ولم يسمه: " يجب الأمر بالمعروف لمن قدر عليه ولم يخف على نفسه منه ضرراً ولو كان الآمر متلبسا بالمعصية, لأنه في الجملة يؤجر على الأمر بالمعروف ولا سيّما إن كان مطاعا, أما إثمه الخاص به فقد يغفره الله وقد يؤاخذ به, وأما من قال: لا يأمر بالمعروف إلا من ليست فيه وصمة فإن أراد أنه الأولى فجيد وإلا فيستلزم سد باب الأمر إذا لم يكن هناك غيره"2اهـ.
وقال الفقيه السبكي رحمه الله3: " لا يشترط في القيام به- أي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- أن يكون الآمر ممتثلا في نفسه لأنه تعلق به حقان, حق الكف في نفسه, وحق نهي غيره ولا يسقط حق حقا, وهذا لا ينافي أن الكمال أن يكون الآمر عاملاً بما يأمر به مجتنبا ما نهى عنه ليكون
1-أخرجه البخاري في صحيحه- ك بدء الخلق- بب: صفة النار وأنها مخلوقة ح:9,4/147.
2- فتح الباري شرح صحيح البخاري 13/53.
3-هو: محمود بن محمد بن أحمد بن حطاب السبكي, أبو محمد, فقيه مالكي أزهري, ولد في " سبك الأحد" من قرى المنوفية سنة "1274هـ- 1858م" وتعلم بالأزهر وتوفي بالقاهرة سنة "1352هـ-1933م" " الأعلام 7/1865 باختصار".