سحنون، وتفقه به خلق كثير، منهم: ابن اللباد، وأبو العرب التميمي، وأبو العباس الأبياني، وصنف نحو أربعين مؤلفًا في الحديث والفقه، والرد على أهل البدع، وفي فضائل المرابطة، ومنها كتاب فريد في بابه، وهو " أحكام السوق " [1] أبان فيه نظام المدائن في الإسلام، ومهمة الحسبة، وهو - فيما عرفنا - أقدم من ضبط أصولها وأحكامها، وتوفي في سوسة سنة 289 هـ، ومكان قبره بها مشهور.
ثم كانت بإفريقية طبقة أخرى من حملة علوم الشريعة على مذهب مالك، وقد شهدت هذه الطبقة سقوط الدولة الأغلبية - سنة 296 هـ - وقيام الدولة الفاطمية الشيعية مكانها، وقد حاول ملوك العبيديين القضاء على مذهب أهل السنة، وتسويد النحلة الشيعية، وقاسى علماء القيروان من جراء ذلك ألوان الاضطهاد والمناواة، فأخفت صوتهم، ومنع نشر تعاليمهم مدة ستين عَامًا أو أكثر، كما لقي القائمون بالدعوة الشيعية من مقاومة علماء [1] لدينا منه نسخة كاملة حققناها وشرحناها، وعلقنا عليها بما يناسب، ونزمع نشرها في القريب، إن شاء الله تعالى.