محمد بن سحنون، أخرجه والده متخلقًا بالكثير من هديه وخصاله، وجلس يدرس أقوال أبيه. وعني بالتأليف فوضع أكثر من مائتي جُزْءٍ في فنون العلم، ولا سيما شرح المجمل من " مدونة " أبيه، ومن كتبه " آداب المعلمين " الذي بين أيدينا، وهو أول من فتح هذا الباب، وتوفي سنة 256 هـ.
محمد بن عبدوس، تلميذ سحنون، وأحد البارزين من صحبه، كان بارعًا في الفقه المالكي، قوي الاستنباط، هو رابع المحمدين الذين اجتمعوا في عصر واحد من أيمة مذهب مالك، والثلاثة هم: محمد بن سحنون، وهو قيرواني مثله، ومحمد بن عبد الحكم، ومحمد بن المواز، وكلاهما مصري، وعن محمد بن عبدون أخذ جماعة لا يحصون من أبناء إفريقية والأندلس، وألف كُتُبًا كثيرة منها كتاب " التفاسير " فَسَّرَ فيه أصول الفقه وشرح مسائل " المدونة " وغيرها، وتوفي سنة 260 هـ.
- يحيى بن عمر الكناني، ولد بالأندلس، ثم استوطن إفريقية بعد أن جال في عواصم الشرق، وروى عن كبار علمائه، واستقر أخيرًا في مدينة سوسة، وأكثر اعتماده على شيخه