السنة، واستنكار الأمة الإفريقية ما أدى إلى وقوع أحداث دموية عنيفة في شوارع القيروان، وكان ذلك من أكبر أسباب يأس الفاطميين من نجاح دعوتهم في البلاد، وتمكينها من معتقد الأفارقة، حتى اضطر العبيديون إلى نقل عاصمتهم من القيروان إلى المهدية بعض حين، ثُمَّ وَلَّوْا وُجُوهَهُمْ قِبَلَ المَشْرِقِ، ساعين إلى امتلاك مصر، حتى استولوا عليها وسكنوها - سنة 362 هـ - وكان على رأس المقاومين للشيعة في نشر دعوتهم بين الأفارقة:
- أبو عثمان سعيد بن الحداد الغساني، تلميذ سحنون وغيره عني منذ صغره بعلم الكلام والجدل، والقول بالنظر والحجة، وكان مفرط الذكاء وقاد القريحة مُتَفَنِّنًا في سائر العلوم، لا يخلد إلى مذهب من المذاهب، بل كان يذم التقليد ويقول: «هُوَ مِنْ نَقْصِ العُقُولِ، وَتَقَاعُسِ الهِمَمِ»، وهو أكبر مناضل عن السُّنَّةِ أنبتته التربة الإفريقية، وله مواقف حاسمة مع دعاة الشيعة في " رَقَّادَةَ " منذ بزغت دولتهم، وقد سجل لنا التاريخ بعض مجالس الجدل بينه وبين الشيعيين، حتى شبهه معاصروه بأحمد بن حنبل