اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس الجزء : 1 صفحة : 726
وكان في حبسه يقول: لو بذلت ملء هذه القلعة ذهبًا ما عدل عندي شكر هذه النعمة - أَو قال: ما جزيتهم على ما تسببوا لي من الخير - أو نحو هذا.
وقال مرة: المحبوس من حبس قلبه عن ربه، والمأسور من أسره هواه. ولما دخل إِلى القلعة، وثار داخل سورها، ونظر إِليه، وقال: {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ} انتهي حاصله.
قال ابن رجب: وأما تصانيفه فهي أشهر من أن تذكر وأعرف من أن تنكر، سارت مسير الشمس في الأقطار، وامتلأت بها البلاد والأمصار. قد جاوزت حد الكثرة، فلا يمكن أحدًا حصرها، ولا يتسع هذا المكان لعدِّ المعروف منها، ولا ذكرها، ثمَّ ذكر نبذة من أسماء أعيان مصنفاته الكبار، ثمَّ ذكر طرفًا من مفرداته وغرائبه، منها: أَنَّه اختار ارتفاع الحدث بالمياه المعتصره كالورد ونحوه.
واختار جواز المسح على النعلين والقدمين، وكلّ ما يحتاج في نزعه من الرِّجل إِلى معالجته باليد أَو بالرجل الأخرى، فإنه يجوز عنده المسح عليه مع القدمين.
واختار أَنَّ المسح على الخفين لا يتوقت مع الحاجة كالمسافر على البريد ونحوه، وفعل ذلك في ذهابه إِلى الديار المصرية على خيل البريد ويتوقت مع إمكان النزع وتيسره.
واختار جواز المسح على اللفائف ونحوها، واختار جواز التيمم لخشية فوات الوقت في حق غير المعذور، كمن أخر الصلاة عمدًا حتَّى تضايق وقتها، وكمن خشي فوات الجمعة والعيدين وهو محدث، فأما
اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس الجزء : 1 صفحة : 726