اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس الجزء : 1 صفحة : 583
حضر ذكر له أحاديث فحفظها من ساعَته، ثمَّ أملى عليه عدة أسانيد انتخبها ثمَّ قال: اقرأ هذا فنظر فيه كما فعل أول مرة، فقام الشَّيخ الحلبى وهو يقول: إِن عاشَ هذا الفَتى ليكونَنّ له شأنٌ عظيمٌ فإِنَّ هذا لم يُرَ مثلُه، وقالَ الشَّيخُ شرفُ الدين: أَنا أرجو بركته ودعاءه؛ وهو صاحبى وأخى. ذكر ذلك البِرزَالِىُّ فى «تاريخه».
ثم َّ شرع فى الجَمع والتَّصنيف من العشرين، ولم يزَل فى عُلُوٍ وازْدياد فى العِلم والقَدرِ إِلى آخر عُمُرِه. قالَ الحافِظُ المِزَّى: ما رأَيْتُ مثلَه، ولا رأى هو مثل نَفْسِهِ. وذكرَهُ الذَّهبيُّ في «مُعْجَم شُيُوخِهِ»، ووصفه بأنَّه شيخُ الإِسلام، وفريدُ عَصْرِه علمًا ومعرفةً وشجاعةّ وذكاءً ونصحًا للأمَّة [و] أَمْرًا بالمعروفِ ونَهْيًا عن المِّنكر إِلى غير ذلك من الصِّفاتِ الحَمِيْدة، والأَخلاق المَرْضِيَّة.
وقال الشَّيخُ كمالُ الدِّين ابن الزَّملكانى: كَانَ ابن تَيْمِيِّة إِذا سُئِلَ عن فنٍّ من العِلْم ظَنَّ الرائِى والسَّامع أَنَّه لا يَعرِفُ غيرَ ذلك الفَنّ، وحكمَ أَنَّ أحدًا لا يعرفه مثلَهُ، وكان الفقهاءُ من سائِر الطَّوائِفِ إِذا جالسُوه استفادوا منه فى مذاهبهم أشياء، ولا يُعْرَفُ أَنَّه ناظر أحدًا فانقطع معه، ولا تَكَلَّم معه فى علمٍ من العلومِ سواءً كَانَ من علومِ الشَّرع أَو غَيرها إِلاَّ فاق فيه أهله واجتمعت فيه شُروط الاجتهاد على وجهها.
قالَ الشَّيخُ زينُ الدِّين ابن رَجَبِ: وقد عُرض عليه قضاء الحنابلة قبل التِّسعين ومشيَخَة الشُّيوخ فلم يَقْبَل شيئًا من ذلك. وقد كتبَ ابن الزّملكاني بخطِّه على كتاب «إبطال الحِيَل» ترجمةَ الكِتَاب، واسم الشَّيخ وترجم له تَرجمة عظيمة وأثنى عليه شيئًا كثيرًا وكتب تحته بخطِّهِ:
ماذَا يَقُوْل الوَاصِفُونَ لَهُ ... وصِفَاتُهُ جَلَّتْ عن الحَصْرِ
اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس الجزء : 1 صفحة : 583