اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس الجزء : 1 صفحة : 584
هو حُجَّةٌ للهِ قاهرةٌ ... هو بَيْنَنَا أُعْجُوْبَةُ الدَّهْر ِ
هو آيةٌ للخَلْقِ ظَاهِرَةٌ ... أَنْوارُها أَرْبَتْ على الفَجْرِ
وحَكَى الذَّهَبيُّ، عن الشَّيخ تقىّ الدّين ابن دَقيق العِيْد، أَنَّه قالَ له عند اجتماعه به وسماعه لكلامِهِ: ما كنتُ أَظُنُّ أَنَّ الله تعالى بقيِ يخلق مثلك. وقد كَتَب العَلاَّمة قاضى القُضاة تقىّ الدّين السُّبكىُّ إِلى الحافظ الذَّهبيّ فى أمر الشّيخ تقِىّ الدين: فالمملوك يتحقق أَن قدره وزخارة بحره وتوسعه في العلوم الشرعية والعقلية، وفرط ذكائه واجتهاده بلغ من ذلك كلَّ المبلغ الذى يتجاوزه الوصف، والمملوك يقول ذلك دائمًا، وقدره فى نفسى أكثر من ذلك وأجلّ، مع ما جمعه الله تعالى [له] من الزّهادة والوَرع والدِّيانة ونُصرة الحقّ والقِيام فيه لا لغرض سواه، وجريه على سَنَنِ السَّلَف وأخذه من ذلك بالمأخذ الأوفى، وغرابة مثله في هذا الزَّمان، بل [من] أزمان.
وللشَّيخ أثير الدَّين أَبي حيَّان الأَنْدَلسىّ النَّحوي لما دَخلَ الشَّيخ إِلى مصر واجتمع به قال أبياتًا لم يَقُلْ خيرًا منها ولا أفحل:
لمَّا رأيْنَا َضقِيِّ الدينِ لاحَ لَنَا ... داعٍ إلى اللهِ فردٌ ما له وَزَرُ
على مُحَيَّاهُ مِنْ سِيْمَا الأُولَى صَحِبُوا ... خيرَ البَرِيَّةِ نُوْرٌ دُوْنَهُ القَمَرُ
حَبْرٌ تَسَرْبَلَ مِنْهُ دَهْرُهُ حِبَرًا ... بَحرٌ تَقَاذَفُ مِن أمواجه الدُّرَرُ
قامَ ابنُ تَيْمِيَّةٍ في نَصْرِ شِرعَتِنَا ... مَقَامَ سَيِّدِ تَيْمٍ إذْ عَصَتْ مُضَرُ
فأظهرَ الحقَّ إذا آثارُهُ دَرَسَتْ ... وأَخْمدَ الشَّرْكَ إذ طارَتْ لَهُ شَرَرُ
يامَنْ يُحَدِّثُ عن عِلْمِ الكتابِ أصِخْ ... هذا الإمامُ الذي قَدْ كان يُنتظر
اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس الجزء : 1 صفحة : 584