اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس الجزء : 1 صفحة : 582
وأمدّه الله تعالى بكثرة الكُتب، وسرعة الحِفْظ، وقوَّة الإدراك والفهْم، وكان بَطِىْءَ النِّسيان حتىَّ ذَكَرَ جماعةٌ أَنَّه يكن يحفظ شيئًا فينساهُ.
وتوفي والده الشَّيخ شهاب الدين وكان عمره إذ ذاك إِحدى وعشرين سنة، فقام بوظائفه ودرس بدار الحديث السُّكَّرية فى أول سنة ثلاث وثمانين، وحضر عنده قاضى القضاة بهاء الدّين بن الزَّكيّ [1]، والشَّيخ تاج الدّين [2] الفَزَارِىُّ، والشَّيخُ شهاب الدّين ابن المُرَحِّلِ، والشِّيخُ زين الدّين ابن المُنَجَّى وذكر درسًا عظيمًا في البَسْمَلَة، وعظمه الجماعة الحاضرون فأثنوا عليه ثناءً كثيرًا
قال الذَّهَبيُّ: وكان الشَّيخ تاج الدين الفَزَارِىُّ يبالغُ في تعظيمه بحيثُ إنَّه علق بخطِّه دَرْسَهُ بالسُّكرية. ثمَّ جلس مكان والده بالجامع يفسّر القرآن الكريم وشرع من أوله، وكان يورد من حفظه في المجلس نحو كراسين أَو أكثر، وبقي يفسّر في سورة نوح عدة سنين، وفى وقتٍ ذَكَر يومَ جُمعة شيئًا من الصفات فقام بعضُ المخالفين وسعوا فى منعه فلم يمكنهم ذلك.
وقال قاضي القُضَاة شِهابُ الدَّين الخُوَيِّى: أَنا على اعِتقادِ الشَّيخ تَقِىّ الدّين، فعُوتبَ فى ذلك، فقال: لأن ذهنه صحيحٌ وموادّه كثيرة، فهو لا يقولُ إِلاَّ الصَّحيح.
وكان اعجوبةَ زمانِهِ في الحفظ وقد حُكى أَنَّ بعضَ مشايِخ حَلَب قدم دمشق لينظر إِلى حفظ الشَّيخ فسأل عنه فقيل الآن يحضر، فلما [1] في المطبوعة: "شهاب الدين بن المزكِّي"! والتصويب من المصادر. [2] في المطبوعة: "شهاب الدين" والتصويب من المصادر.
اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس الجزء : 1 صفحة : 582